بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ الله، وبعدُ:
• قالَ اللهُ -تعالى- في سورةِ "الزُّخرف":
{الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (67)
• من "تفسير الطّبريّ جامع البيان عن تأويل آيِ القرآن"(1):
"يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ:
الْمُتَخَالُّونَ -يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ- عَلَى مَعَاصِي اللَّهِ فِي الدُّنْيَا، بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ،
يَتَبَرَّأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ؛ إِلَّا الَّذِينَ كَانُوا تَخَالُّوا فِيهَا عَلَى (تَقْوَى اللَّهِ).
- عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}:
«فَكُلُّ خُلَّةٍ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا؛ مُتَعَادُونَ».
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}:
«فَكُلُّ خُلَّةٍ هِيَ عَدَاوَةٌ؛ إِلَّا خُلَّةَ الْمُتَّقِينَ»" انتهى مختصَرًا.
• من "مجموع فتاوى ابن تيمية"(2):
"وَقَالَ: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلَّا الْمُتَّقِينَ}.
فَـ(الْمُخَالَّةُ) إذَا كَانَتْ عَلَى غَيْرِ مَصْلَحَةِ الِاثْنَيْنِ؛ كَانَتْ عَاقِبَتُهَا عَدَاوَةً
وَإِنَّمَا تَكُونُ عَلَى مَصْلَحَتِهِمَا إذَا كَانَتْ (فِي ذَاتِ اللَّهِ)
فَكُلٌّ مِنْهُمَا وَإِنْ بَذَلَ لِلْآخَرِ إعَانَةً عَلَى مَا يَطْلُبُهُ وَاسْتَعَانَ بِهِ بِإِذْنِهِ فِيمَا يَطْلُبُهُ فَهَذَا التَّرَاضِي لَا اعْتِبَارَ بِهِ؛ بَلْ يَعُودُ تَبَاغُضًا وَتَعَادِيًا وَتَلَاعُنًا
وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَقُولُ لِلْآخَرِ: لَوْلَا أَنْتَ مَا فَعَلْتُ أَنَا وَحْدِي هَذَا؛ فَهَلَاكِي كَانَ مِنِّي وَمِنْكَ". انتهى
(1) ج 23، ص: 708، تحقيق: مكتب التّبيان، ط1، دار ابن الجوزيّ، القاهرة .
(2) ج 15، ص: 128-129، لا يوجد رقم للطّبعة،جمع وترتيب: عبد الرّحمن بن محمّد بن قاسم، مكتبة ابن تيمية لطباعة ونشر الكتب السّلفيّة.
الثّلاثاء 8 ربيع الأوّل 1444هـ