..أنَّ العبدَ المخلوقَ لا يعلمُ مصلحتَكَ..

 بسمِ الله الرّحمن الرّحيم

قالَ الإمامُ ابْنُ القيِّمِ -رحمَهُ اللهُ-:

"..أنَّ العبدَ المخلوقَ لا يَعْلَمُ مصلحتَكَ؛ حتَّى يُعَرِّفَهُ اللهُ -تَعالَى- إيَّاها،

ولا يَقْدِرُ على تحصيلِها لكَ؛ حتَّى يُقَدِّرَهُ اللهُ -تَعالَى- علَيها،

ولا يُريدُ ذلِكَ؛ حتَّى يَخْلُقَ اللهُ فيهِ إرادةً ومشيئةً؛

فعادَ الأمرُ كلُّهُ لمنِ ابْتَدَأَ منْهُ،

وهوَ الّذي بيدِهِ الخيرُ كلُّهُ،

وإليهِ يَرْجِعُ الأمرُ كلُّهُ،

فتعلُّقُ القلبِ بغيرِهِ رجاءً وخوفًا وتوكُّلًا وعبوديَّةً: ضررٌ محضٌ، لا منفعةَ فيهِ، 

وما يحصلُ بذلِكَ منَ المنفعةِ؛ فهوَ -سبحانَهُ- وحدُهُ الّذي قدَّرَها ويسَّرَها وأوصلَها إليكَ". انتهى*

* "إغاثة اللّهفان من مصايد الشّيطان"، ص: 42، ط2، 1395هـ‍‍‍‍‍‍‍، تحقيق محمد حامد الفقي، دار المعرفة، بيروت.

الجمعة  11 ربيع الأوّل 1444هـ‍‍‍‍‍‍