بسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ على
رسولِ اللهِ، وبعدُ:
• روايةُ: (لَيْسَ لِلْعْبدِ مِنْ صَلَاتِهِ؛
إلَّا مَا عَقَلَ مِنْهَا)
هلْ هيَ مرفوعةٌ إلى النّبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّم؟
• أفادَ عنْ ذلِكَ والدي -رحمَةُ
اللهِ عليهِ- في "سلسلة الأحاديث الضّعيفة"*، حيثُ قالَ:
"6941 - (لَيْسَ لِلْعْبدِ مِنْ صَلَاتِهِ؛
إلَّا مَا عَقَلَ مِنْهَا) .
لا أصلَ لهُ مرفوعًا.
وإِنَّما صحَّ (موقوفًا) عنْ بعضِ السَّلفِ؛ -كمَا يأتي-
وإِنَّما ذكرَهُ مرفوعًا الغزاليُّ في
"الإحياء" (1/ 159)،
فقالَ الحافظُ العراقيُّ في تخريجِهِ إيَّاهُ:
"لمْ أجدْهُ مرفوعًا".
وكذلكَ أوردَهُ العلَّامةُ: تاجُ الدِّينِ
السُّبكِيُّ في فصلٍ فيهِ جميعُ ما وقعَ في كتابِ "الإحياء" [منَ الأحاديثِ]
التي لمْ يجدْ لها إسنادًا منْ كتابِهِ "طبقات الشّافعيّة الكُبرَى "
(4/ 147) .
- قلتُ:
وإِنَّما رواهُ أبو نُعَيمٍ في "الحِلية" (7/ 61)، بإسنادٍ صحيحٍ: عنْ قاسمٍ الجَرْميِّ: سمعتُ سُفيانَ الثَّوريَّ يقولُ:
"يُكْتَبُ للرَّجُلِ مِنْ صَلَاتِهِ
ما عَقَلَ مِنْها ".
وقدْ رُوِيَ مُرْسَلًا بنحوِهِ بآخِرِ
حديثٍ أخْرجَهُ ابْنُ نصْرٍ في "كتاب الصّلاة" بـ(سندٍ ضعيفٍ) عنْ عثمانَ
بْنِ أَبِي دَهْرَشٍ؛ مُرسَلًا مرفوعًا، وقدْ سبقَ تخريجُهُ برقمِ (5050).
وإِنَّ مِنَ الغراثبِ أنَّ أحدَ الكتَّابِ
المعاصرينَ كتبَ بحثًا مُطَوَّلًا في مجلّةِ "الحِكمة" (15/ 253 - 291)
قالَ فيهِ (ص 258):
"وممَّا يدلُّ على وجوبِهِ وفرضيَّتِهِ:
قولُهُ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ: (ليسَ للرَّجلِ إلَّا ما عقَلَ منْ صَلاتِهِ)".
فقالَ -هوَ أوْ غيرُهُ- في التّعليقِ عليه:
"أخرجَهُ أحمدُ".
- قلتُ:
وهذا افْتِئاتٌ على الإمامِ أحمدَ؛
فإنَّهُ لمْ يُخَرِّجُهُ لا هوَ ولا غيرُهُ..".
انتهى تحقيقُ والدي للرّوايةِ.
رحمَهُ اللهُ تعالى وجزاهُ الفردوسَ الأعلى.
* ج 14، قسم 2، ص 1026- 1028، ط1، 1425، مكتبة المعارف، الرّياض.
الجمعة 29 جمادى الأولى 1444هـ