خَطَأٌ
تَجْويديٌّ شَائِعٌ فِي عَدَمِ تَفْخِيمِ اللَّامِ في اسْمِ (اللهِ) تعالى
بسمِ اللهِ
الرَّحمن الرّحيم
الحمدُ للهِ، والصَّلَاةُ والسَّلَامُ على خاتَمِ
رُسُلِ اللهِ، أمَّا بعدُ:
فمنَ المعْلومِ لمنْ يَبْغِي الِارْتِقَاءَ إلَى
رُتْبَةِ القُرَّاءِ أنَّ (اللّامَ المشدَّدَةَ) في اسْمِ (اللهِ)، حقُّها (التَّغليظ)،
أو يُسمَّى (التَّفخيم)، في حالتَين:
1- إذا جاءتْ بعدَ (فتحٍ)؛ نحْو: {قَالَ اللَّهُ}
2- أو إذا جاءتْ بعدَ (ضمٍّ)؛ نحْو: {رُسُلُ اللَّهِ}
ومع سهولَةِ أداءِ هذا الحُكمِ؛ نجدُ أنَّ مِنَ
الأخطاءِ الشّائعةِ عندَ تلاوةِ القُرآنِ الكريم، والتي لَا تستسيغُها الأسماعُ:
- ترقيقُ (اللّامِ)، ترقيقًا خالصًا، مشابِهًا
المرقَّقَ!
- أو يُشِمُّونَ (الَّلامَ) برائحةِ التّفخيمِ؛ فصارَ
وكأنَّ منزلتُهُ بين منزلَتَينِ! فلَا هوَ مرّقّقٌ ولَا هوَ مفخَّمٌ، فهذا لَيسَ
تفخيمًا؛ ولمْ نَعْهَدْهُ في دراسَةِ التّجويدِ البتَّة! بلْ مُستَهْجَنٌ بين
الحروفِ!
• قالَ الإمامُ ابنُ الجزريّ -رحمَهُ اللهُ-:
"أَجْمَعَ
الْقُرَّاءُ وَأَئِمَّةُ أَهْلِ الْأَدَاءِ عَلَى (تَغْلِيظِ اللَّامِ) مِنَ اسْمِ
(اللَّهِ) تَعَالَى؛ إِذَا كَانَ بَعْدَ:
1- فَتْحَةٍ،
2- أَوْ ضَمَّةٍ
سَوَاءٌ كَانَ فِي حَالَةِ الْوَصْلِ، أَوْ
مَبْدُوءًا بِهِ
نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى:
{شَهِدَ اللَّهُ}
{وَيُشْهِدُ اللَّهَ}
{قَالُوا اللَّهُمَّ}
فَإِنْ كَانَ قَبْلَهَا كَسْرَةٌ؛ فَلَا خِلَافَ فِي
تَرْقِيقِهَا
سَوَاءٌ كَانَتِ الْكَسْرَةُ لَازِمَةً، أَوْ
عَارِضَةً زَائِدَةً، أَوْ أَصْلِيَّةً
نَحْوَ: {بِسْمِ اللَّهِ}،
{وَالْحَمْدُ لِلَّهِ}،
{إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ}،
فَإِنَّ فُصِلَ هَذَا الِاسْمُ مِمَّا قَبْلَهُ
وَابْتُدِئَ بِهِ:
- فُتِحَتْ هَمْزَةُ الْوَصْلِ
- وَغُلِّظَتِ اللَّامُ مِنْ أَجْلِ الْفَتْحَةِ.
قَالَ
الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي "جَامِعِهِ":
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ شَاكِرٍ الْبَصْرِيُّ.
قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ يَعْنِي الشَّذَائِيَّ قَالَ: (التَّفْخِيمُ)
فِي هَذَا الِاسْمِ -يَعْنِي مَعَ الْفَتْحَةِ وَالضَّمَّةِ- يَنْقُلُهُ قَرْنٌ
عَنْ قَرْنٍ، وَخَالِفٌ عَنْ سَالِفٍ!
قَالَ: وَإِلَيْهِ كَانَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
مُجَاهِدٍ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُنَادِي يَذْهَبَانِ. انْتَهَى".
انتهى باخْتصارِ الأمثلة. (2/115).
• وقَالَ
الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ -رحمَهُ اللهُ- فِي "جَامع البيان في
القراءات السّبع":
"فَأمَّا
(اللَّامً) منِ اسْمِ (اللهِ) تَعَالَى إذَا وَلِيَهَا مِنْ قَبْلِها: (فَتْحَةٌ)
أوْ (ضَمَّةٌ)، فَلَا خِلَافَ بينَ الجَمَاعَةِ في (تَغْلِيظِها وتَفْخِيمِ اللَّفْظِ
بها)..." انتهى. (2/ 793).
• ويُؤَكِّدُ الإمامُ ابنُ الجزريِّ هذا (التّفخيمَ)
في منظومةِ "المقدِّمة":
44- وَفَخِّمِ اللَّامَ مِنِ
اسْمِ اللهِ ... عَنْ فَتْحِ اوْ ضَمٍّ كـ(عَبْدُ اللهِ)
• وللتّوضيحِ العمليِّ؛ أبيِّنُ موضِعَ
التّفخيمَ، كما التّالي:
(الْــــلَٰــــهُ)
تَهْجِئَتُهُ:
ا لْ لَ ا ـهُ
فنُفَخِّمُ كِلَا الّلَّامين
(السَّاكنةِ والمفتوحَةِ) تَفخِيمًا تامًّا بالدَّرَجةِ نَفْسِها
ونُتْبِعُها بتفْخِيمِ الألِفِ أيضًا؛
إِذِ الألِفُ تَتْبَعُ ما قَبْلَها.
•
فلْنعْطِ هذَا
الحرْفَ حقَّهُ ومُسْتَحقَّهُ؛ كمَا أَجْمَعَ عَلَيهِ أئمَّةُ أهْلِ الأداءِ.
فإنَّهُ
يسيرٌ؛ لَا يحتاجُ إلَّا إلَى حِرْصٍ وعنايةٍ واهْتِمامٍ!
وما
تَوفِيقُنا إلَّا بالله.
وصلَّى
اللهُ على نبيِّنا مُحَمَّدٍ وعلى آلِهِ وسلَّمَ.
كتبَتْهُ:
حَسَّانَةُ بنتُ محمَّدٍ ناصرِ الدّينِ الألبانيّ
الخميس
23 ربيع الأوّل 1438 هـ