عُقُوبَةُ مَنْ جَادَلَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ!



عُقُوبَةُ مَنْ جادَلَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ!
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

الحمدُ للهِ، والصَّلَاةُ والسَّلَامُ على رسُولِ اللهِ، أمَّا بعد:
  فقدْ جاء في "صحيح البُخاريّ"، كتابُ المَظَالِم والغَصْب، بابُ إِثْمِ مَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ، في الحديثِ رقم (2458):
((إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ؛ فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَدَقَ؛ فَأَقْضِيَ لَهُ بِذَلِكَ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ، فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ! فَلْيَأْخُذْهَا، أَوْ فَلْيَتْرُكْهَا))!

• وفي "سُنن أبي داود"، كتابُ الأقْضِية، بَابٌ فِيمَنْ يُعِينُ عَلَى خُصُومَةٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْلَمَ أَمْرَهَا، (3597)، قَولُهُ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ:
((وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ، وَهُوَ يَعْلَمُهُ؛ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ))! الحديث.
صحَّحَهُ والدي -رحمَهُ اللهُ تعالى- في "سلسلته الصّحيحة"، (437).

• جاءَ في "عون المعبود":
"(وَمَنْ خَاصَمَ)؛ أَيْ: جَادَلَ أَحَدًا
(فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ)؛ أَيْ: يَعْلَمُ أَنَّهُ بَاطِلٌ،
أَوْ يَعْلَمُ نَفْسَهُ أَنَّهُ عَلَى الْبَاطِلِ،
أَوْ يَعْلَمُ أَنَّ خَصْمَهُ عَلَى الْحَقِّ،
أَوْ يَعْلَمُ الْبَاطِلَ؛ أَيْ ضِدَّهُ الَّذِي هُوَ الْحَقُّ، وَيُصِرُّ عَلَيْهِ
(حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ)؛ أَيْ: يَتْرُكَ وَيَنْتَهِي عَنْ مُخَاصَمَتِهِ
 يُقَالُ: نَزَعَ عَنِ الْأَمْرِ نُزُوعًا: إِذَا انْتَهَى عَنْهُ" اهـ‍
(10/ 5)، ط2 (1415هـ‍)، دار الكتب العلميّة، بيروت.

((فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ!))
((لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ!))
فاعْتَبِرُوا يا أُولي الألْباب!