تَصْريحات شَيخِ الإسْلَامِ ابْنِ تيميَة رَحِمهُ اللهُ بِتَواتُرِ أَحَاديثِ الشَّفَاعَةِ وأنَّهُ يخْرُجُ منَ النَّار ِمَنْ كانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَان... كَتَبَهُ رَبيعٌ بْنُ هَادي المدْخَليّ



بسمِ الله الرحمن الرحيم
مقالٌ للعلَّامةِ: ربيعٍ بنِ هَادي المدْخَليِّ
حَفِظَهُ اللهُ
__________________
تَصْريحاتُ شَيخِ الإسْلَامِ ابْنِ تيميَة رَحِمهُ اللهُ
بِتَواتُرِ أَحَاديثِ الشَّفَاعَةِ
وأنَّهُ يخْرُجُ منَ النَّارِ مَنْ كانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَان

1-   قالَ شَيخُ الإسلامِ: (ابنُ تيميَة) -رحمهُ اللهُ- في "مجموع الفتاوى" (1/318):
 "وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ أَنْكَرُوا شَفَاعَتَهُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ؛ فَقَالُوا: لَا يَشْفَعُ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ بِنَاءً عَلَى أَنَّ أَهْلَ الْكَبَائِرِ عِنْدَهُمْ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُمْ، وَلَا يُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلُوهَا لَا بِشَفَاعَةٍ وَلَا غَيْرِهَا.
وَمَذْهَبُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَسَائِرِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ:
- أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْفَعُ فِي أَهْلِ الْكَبَائِرِ،
- وَأَنَّهُ لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ أَحَدٌ؛ بَلْ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ".

2-   وسُئِلَ -رحمهُ اللهُ-:
عَنْ الشَّفَاعَةِ فِي أَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهَلْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَمْ لَا؟
فَأَجَابَ:
"إنَّ (أَحَادِيثَ الشَّفَاعَةِ) فِي (أَهْلِ الْكَبَائِرِ) ثَابِتَةٌ (مُتَوَاتِرَةٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
وَقَدْ اتَّفَقَ عَلَيْهَا السَّلَفُ مِنْ الصَّحَابَةِ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانِ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ.
وَإِنَّمَا نَازَعَ فِي ذَلِكَ (أَهْلُ الْبِدَعِ مِنْ الْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ) وَنَحْوِهِمْ
وَلَا يَبْقَى فِي النَّارِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ،
بَلْ كُلُّهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ وَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
وَيَبْقَى فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ، فَيُنْشِئُ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا آخَرَ يُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ؛ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". "مجموع الفتاوى" (4/309).

3-   وقالَ -رحمهُ اللهُ-:
"وَقَدْ تَوَاتَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ((يَخْرُجُ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ))". "مجموع الفتاوى" (13/56).

4-  وقالَ -رحمهُ اللهُ-:
"وَ(نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ) مَعَ (اتِّفَاقِ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا) مُتَطَابِقَةٌ عَلَى أَنَّ:
- مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ مَنْ يُعَذَّبُ
- وَأَنَّهُ لَا يَبْقَى فِي النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ". "مجموع الفتاوى" (18/191- 192).

وهذِهِ (النُّصُوصُ) عَنْ (شَيخِ الإسْلَامِ) وغيرِهِ من أئمَّةِ الإسْلَامِ؛ بلْ و(اتِّفَاقِ السَّلفِ مِنَ الصَّحابَةِ وتابِعيهم بإحْسَانٍ)؛ تدفعُ (الحدَّاديَّةَ) الَّذين يُهوِّشُونَ على (أحَاديثِ الشَّفَاعةِ)! ومِنْ تَهويشَاتِهِمْ:
- قولُ بعضُ زُعَمائِهِمْ: "إنَّ أحَاديثَ الشَّفَاعةِ منَ الـمُتَشَابِه."!
- وقصْرُهُ الشَّفَاعةَ على المصَلِّين!
مُخَالِفين -في ذلكَ- رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، والصَّحابةَ الكِرامَ، وأئمَّةَ الإسْلامِ -رحمَهُمُ اللهُ-.
كتبَهُ:
ربيعٌ بنُ هادي المدْخَليّ
1 محرَّم 1438 هـ‍
___________________________________________________________________
المقالُ في موقِعِ العلَّامة
جزاهُ اللهُ عنِ المسلمينَ خيرَ الجزاء.