"شَرَفُ (الـمُحَدِّثِ) وَالوَاجبُ عَلى مَنْ خَصَّهُ اللهُ بِـهذِهِ الـمَرْتَبَةِ"!.. للخَطِيبِ البغدَاديِّ، رَحِمَهُ اللهُ



بسم اللهِ الرَّحمن الرَّحيم
"شَرَفُ (الـمُحَدِّثِ) وَالوَاجبُ عَلى مَنْ خَصَّهُ اللهُ بِـهذِهِ الـمَرْتَبَةِ"!

• قالَ الخَطيبُ البغدَاديُّ -رحمَهُ اللهُ-:
"وَكَفَى (الْمُحَدِّثَ) شَرَفًا أَنْ يَكُونَ اسْمُهُ مَقْرُونًا بِاسْمِ (رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ)!
 وَذِكْرُهُ مُتَّصِلًا بِذِكْرِهِ!
{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الحديد: 21].
وَالْوَاجِبُ عَلَى مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ -تَعَالَى- بِهَذِهِ الْمَرْتَبَةِ، وَبَلَّغَهُ إِلَى هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ؛ أَنْ:
يَبْذُلَ مَجْهُودَهُ فِي تَتَبُّعِ (آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ وَسُنَّتِهِ)!
وَطَلَبِهَا مِنْ مَظَانِّهَا!
وَحَمْلِهَا عَنْ أَهْلِهَا!
 وَالتَّفَقُّهِ بِهَا وَالنَّظَرِ فِي أَحْكَامِهَا!
 وَالْبَحْثِ عَنْ مَعَانِيهَا!
وَالتَّأَدُّبِ بِآدَابِهَا!
 وَيَصْدِفَ عَمَّا يَقِلُّ نَفْعُهُ وَتَبْعُدُ فَائِدَتُهُ؛ مِنْ طَلَبِ الشَّوَاذِّ وَالْمُنْكَرَاتِ! وَتَتَبُّعِ الْأَبَاطِيلِ وَالْمَوْضُوعَاتِ!
وَيُوَفِّيَ الْحَدِيثَ حَقَّهُ مِنَ (الدِّرَاسَةِ وَالْحِفْظِ وَالتَّهْذِيبِ وَالضَّبْطِ)!
وَيَتَمَيَّزَ بِمَا تَقْتَضِيهِ حَالُهُ, وَيَعُودُ عَلَيْهِ زَيْنُهُ وَجَمَالُهُ!

• قَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ:
«إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَسْمَعُ الْعِلْمَ الْيَسِيرَ؛ فَيَسُودُ بِهِ أَهْلَ زَمَانِهِ!
يُعْرَفُ ذَلِكَ فِي: صِدْقِهِ، وَفِي وَرَعِهِ!
وَإِنَّهُ لَيَرْوِي الْيَوْمَ خَمْسِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ؛ لَا تَجُوزُ شَهَادَتُهُ عَلَى قَلَنْسُوَتِهِ!» اهـ‍  باختصار سندِ أثر مَخْلد.
"الكفاية في علم الرّواية"، (ص: 6)، المكتبة العلميّة، المدينة النّبويّة.
- - -
الأحد 10 صَفَر 1437هـ‍