بسم اللهِ الرَّحمن الرَّحيم
مَاذَا قالَ الإمامُ ابْنُ القيِّمِ
في (مَحَبَّةِ الرَّحْمَن)!
• قالَ الإمامُ ابنُ القيّمِ -رحمَهُ
اللهُ تعالى- في "الكافية الشّافية"*؛ مُبيِّنًا محبَّةَ أهلِ الإيمَانِ
لَهُ -سُبحانَهُ-:
- عَرَفُوهُ بِالأَوصَافِ فَامْتَلَأَتْ
قُلُو ... بُهُمُ لَهُ بِالحُبِّ وَالإِيمَانِ!
- فَتَطَايَرَتْ تِلْكَ القُلُوبِ إِلَيهِ
بِالـْ ... أَشْواقِ إِذْ مُلِئَتْ مِنَ العِرْفَانِ!
- وأشَدُّهُمْ حُبَّا لَهُ أَدْرَاهُمُ
... بِصِفَاتِهِ وَحَقَائِقِ القُرْآنِ!
- فَالحُبُّ يَتْبَعُ لِلشُّعُورِ بِحَسْبِهِ
... يَقْوَى وَيَضْعُفُ ذَاكَ ذُو تِبْيَانِ!
- وَلِذَاكَ كَانَ العَارِفُونَ صَفَاتِهِ
... أحْبَابَهُ هُمْ أَهْلُ هَذَا الشَّانِ!
- وَلِذَاكَ كَانَ العَالِـمُونَ بِرَبِّهِمْ
... أحْبَابَهُ وَبِشِرْعَةِ الإِيمَانِ!
أرقام
الأبيات من (4100- 4106)، (ص: 296-297).
• وفي موضِعٍ آخَر؛ يؤَكِّدَ اضْطرارَ
العبدِ لمحبَّةِ الرَّحْمنِ:
- نَقِّلْ فُؤَادَكَ حَيثُ شِئْتَ مِنَ
الهَوَى ... وَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَحْسَنَ الإِنْسَانِ!
- فَالقَلْبُ مُضْطَرٌّ إِلَى مَحْبُوبِهِ
الـْ ... أَعْلَى فَلَا يُغْنِيهِ حُبٌّ ثَانِ!
- وَصَلَاحُهُ وَفَلَاحُهُ وَنَعِيمُهُ
... تَجْرِيدُ هَذَا الحُبِّ لِلرَّحْمَنِ!
- فَإِذَا تَخَلَّى مِنْهُ أَصْبَحَ حَائِرًا
... وَيَعُودُ فِي ذَا الكَونِ ذَا هَيَمَانِ!
أرقام الأبيات من (5676- 5679)، (ص: 400)،
* ط1 (1416هـ)، دار ابن خزيمة، الرِّياض.
"(هَيَمَ): الْهَاءُ وَالْيَاءُ وَالْمِيمُ كَلِمَةٌ تَدُلُّ
عَلَى عَطَشٍ شَدِيدٍ. فَالْهَيَمَانُ: الْعَطَشُ. وَالْهِيمُ: الْإِبِلُ الْعِطَاشُ،
وَالْهِيمُ: الرِّمَالُ الَّتِي تَبْتَلِعُ الْمَاءَ. وَالْهُيَامُ: دَاءٌ يَأْخُذُ
الْإِبِلَ عِنْدَ عَطَشِهَا فَتَهِيمُ فِي الْأَرْضِ لَا تَرْعَوِي!..." اهـ
"معجم مقاييس اللُّغة"، (6/ 26)".
- - -
السّبت 9
صَفَر 1437هـ