مَنْ هوَ (الرّاسخُ في العِلْمِ)؟... من كلام العلامة السّعديّ، رحمهُ الله



بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيم...
مَنْ هوَ (الرّاسخُ في العِلْمِ)؟

قال العلّامة السّعديّ -رحمهُ اللهُ- في كتابهِ: "المواهب الرّبانيّة من الآيات القرآنيّة":
"(الرَّاسخُ في العلْمِ)؛ الذي مدَحَهُ اللهُ؛ هوَ:
1- المتمكِّنُ في العلْمِ النَّافعِ! المزكِّي للقلوبِ!
 ولهذا وصفَ اللهُ (الرَّاسخينَ في العلمِ) بأنهمْ:
2- يؤمنونَ بمحكَمِ الآياتِ ومتشابِهِها!
3- ويردُّون المتشابهَ المحتَمِلَ للمحْكَمِ الصَّريحِ؛ فيؤمنونَ بهما جميعًا!
4- ويُنزِلونَ (النُّصوصَ الشَّرعيَّةَ) منازلَها!
5- ويعلَمونَ أنَّها كلَّها من عندِ اللهِ!
6- وأنها كلَّها حقُّ!
7- وإذا ورَدَ عليهم -منها- ما ظاهرُهُ التَّعارضُ؛ اتَّهمُوا أفهامَهم!
8- وعلِمُوا أنَّها حقٌّ لا يتناقضُ! لأنَّه كلُّهُ من عندِ اللهِ! ولو كان من عندِ غيرِ اللهِ لوجدُوا فيه اختلافًا كثيرًا!
9- وهمْ -دائمًا- يتضرَّعُون إلى ربهمْ في صلاحِ قلوبِهم، واستقامتِها، وعدمِ زيغِها!
10- ويعرفونَ (نعمةَ اللهِ عليهمْ) بعظيمِ هدايتِهِ، وتمامِ البصيرةِ التي مَنَّ الله بها عليهِمْ!
ومن صفاتِهم التي وصفَهُمُ اللهُ بها:
11- أنهم يدوُرونَ مع (الحقِّ) أينما كانَ!
12- ويطلبونَ (الحقائقَ) حيثما كانتْ!
ولهذا وصفَ اللهُ (الرَّاسخينَ من أهلِ الكتابِ) بأنهم:
13- يؤمنونَ بما أنزلَ اللهُ على جميعِ أنبيائهِ!
14- ولا يحمِلُهُم الهوَى على تكذيبِ بعضِ الأنبياءِ، وبعضِ الحقِّ!
فقال تعالى: { لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً}[النساء: 162]". انتهى.
من (ص: 32-33)، ط3 (1428هـ)، دار المعاني.
وقد تصرّفْتُ -شيئًا يسيرًا- بترقيم الصّفات، لإبرازها، وتسهيل قراءتها.
- - -
السّبت 7 رمضان 1435هـ‍