بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيم...
منَ المتشابِهِ اللّفظيّ..
(لِحُفَّاظِ القرآنِ الكَريم).
• من المدارساتِ النّافعةِ (لحفّاظِ القرآنِ الكريمِ)،
مدارسة ما يُسمَّى في (علم المتشابه اللّفظيّ) بـ: (المفردات)، أو (الوحيدات).
ومن معانيهِ: موضعٌ منفردٌ
وحيدٌ في المصحفِ الشّريف نسبةً لنظيرهِ ، فلا يوجدُ إلَّا في هذا الموضعِ.
وسآتي على مثالٍ ليتّضحَ المرادُ،
راجيةً اللهَ -جلَّ جلاله- أن يرزقنَا الإخلاصَ والمتابعةَ في حفظِ كتابِهِ الكريمِ،
ويجعلَهُ حجّةً لنا وشفيعًا!
• مثال: قوله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً
آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ} الآية 126 من سورة البقرة.
• موضع المتشابه هنا:
{مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.
فكلمة (مِنْهُم) وحيدة في هذا الموضع؛ بالنّسبة لجملةِ: { مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ}.
• أما باقي المواضع في
المصحف، بدون كلمة (منهم):
وذلك في خمسة مواضع -كما
سنلاحظُ هنا-:
1- [البقرة
: 62]: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} .
2- [البقرة : 177]: {وَلَـكِنَّ
الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.
3- [المائدة : 69]: {إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.
4_ [التوبة : 18]: {إِنَّمَا
يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.
5- [التوبة : 19]: {أَجَعَلْتُمْ
سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ}.
• الخلاصة:
أن من يحفظُ القرآنَ
الكريمَ عندما يتلُو {مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}، يضبط
حفظَهُ لكلمةِ (منهم) في هذا الموضعِ من سورةِ البقرة (لآية: 126) -والذي ذكرتُهُ
آنفًا- وما عدا ذلك فبدونِ كلمةِ (منهم).
فمعَ (الوحيدات) لا
يحتاجُ الحافظُ إلا أن يحفظَ ضابطَ (الموضع الوحيد)، فيدركَ باقي المواضع، فيسهل
عليهِ -إن شاءَ اللهُ-.
واللهُ تعالى أعلم.
وصلَّى اللهُ على نبيِّنا
محمَّدٍ وعلى آلِهِ وسلَّمَ.
- - -
الأربعاء 29 رجب 1435ه