بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيم...
الفضلُ العظيمُ (للعِبَادَةِ) في (أَيَّامِ الْفِتَنِ)!..
• عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،
قالَ:
قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
((الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ؛ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ))!
["صحيح مسلم"، كتابُ الفتنِ وأشراطِ السّاعة، بابُ
فضلِ العبادةِ في الهرْج، 130 - (2948)].
• معنى (هَرَجَ) في اللّغة:
من معجم "مقاييس اللُّغة"، (6/49):
"(هَرَجَ) الْهَاءُ وَالرَّاءُ وَالْجِيمُ: أَصْلٌ
صَحِيحٌ؛ يَدُلُّ عَلَى اخْتِلَاطٍ وَتَخْلِيطٍ!
مِنْهُ: هَرَّجَ الرَّجُلُ فِي حَدِيثِهِ: خَلَّطَ!
وَيُقَاسُ عَلَى هَذَا؛ فَيُقَالُ لِلْقَتْلِ: هَرْجٌ،
بِسُكُونِ الرَّاءِ" اهـ
• جاءَ في "حاشية السّنديّ على سنن ابن ماجه"،
(2/ 477):
"(فِي الْهَرْجِ) بِفَتْحٍ وَسُكُونٍ، أَيْ: فِي
أَيَّامِ الْفِتَنِ! وَظُهُورِ الْعِنَادِ بَيْنَ الْعِبَادِ!" اهـ
• وفي
"شرح النّوويّ على مسلم"، (18/ 88-89):
"الْمُرَادُ بِالْهَرْجِ
-هُنَا-: الْفِتْنَةُ! وَاخْتِلَاطُ أُمُورِ النَّاسِ!
وَسَبَبُ كَثْرَةِ فَضْلِ الْعِبَادَةِ فِيهِ: أَنَّ
النَّاسَ يَغْفُلُونَ عَنْهَا! وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا! وَلَا يَتَفَرَّغُ لَهَا إِلَّا
أَفْرَادٌ!" اهــ
• في "فيض القدير"،
(4/ 490):
"(العِبَادَةُ
في الهَرْجِ)؛ أيْ: وقْتَ الفِتَنِ، واخْتِلَاطِ الأمُورِ!
(كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ): فِي كَثْرَةِ الثَّوابِ!
أو يُقَالُ: المُهَاجِرُ في الأوَّلِ كَانَ قَلِيلًا؛
لِعَدَمِ تَمَكُّنِ أَكْثَرِ النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ؛ فَهَكَذَا العَابِدُ فِي الهَرْجِ
قَلِيلٌ!
قالَ ابنُ العربيِّ: وجْهُ تَمْثِيلِهِ بـ (الهِجْرَةِ)
أنَّ الزَّمنَ الأوَّلَ كانَ النَّاسُ يَفِرُّونَ فيهِ مِنْ (دَارِ الكُفْرِ وأهْلِهِ)،
إلى (دَارِ الإيمَانِ وأهْلِهِ)! فإِذَا وقَعَتِ (الفِتَنُ) تَعَيَّنَ عَلَى المرْءِ
أنْ يَفِرَّ بِدينِهِ مِنِ (الفِتْنَةِ) إلى (العِبَادَةِ)، ويَهْجُرَ أولئكَ القَومَ،
وتلكَ الحالَةَ، وهوَ أحدُ أقْسامِ (الهِجْرةِ)!" اهـ
=
فهلَّا
اتّبعْنا وصيّتَهُ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ، فشغلْنا أنفسَنَا بالعبادةِ ونحنُ في
(زمنِ الهرْجِ)؟!
- - -
الثّلاثاء
21رجب 1453هـ