{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ
(59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ
تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)
أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا
رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ
وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ
قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ
الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)}. [سورة النّملْ].
قالَ ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عَنهُ ـ في الأثرِ الصَّحيحِ ـ: "اتَّبعُوا ولا تبْتَدِعُوا؛ فقدْ كُفِيتُمْ؛ عليكُمْ بالأَمْرِ العَتيقِ"! قالَ عليهِ الصّلَاةُ والسلّامُ: ((إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ؛ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ))! [متّفقٌ عليه].
خَفِّفْ من مُتَعلَّقاتِ الدُّنيا!..
خَفِّفْ
مِنْ مُتَعلَّقاتِ الدُّنيا!..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ، والصَّلَاةُ
والسَّلَامُ على رسولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:
• فقد قالَ سُبحانَهُ: {وَما
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران : 185]
• وقالَ صلَّى اللهُ
عليهِ و على آلِهِ وسلَّمَ:
((أَتَانِي جِبْرِيلُ،
فقَالَ: يا مُحَمَّدُ! عِشْ مَا شِئْتَ؛ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ
شِئْتَ؛ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ!))
الحديث. صحَّحَهُ والدي
-رحمَهُ اللهُ تعالى-، "سلسلة الأحاديث الصّحيحة"، (831).
• وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بنِ مسْعُودٍ رضيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:
اضْطَجَعَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ؛ فَأَثَّرَ فِي جَنْبِهِ!
فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ،
جَعَلْتُ أَمْسَحُ جَنْبَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَلَا آذَنْتَنَا
حَتَّى نَبْسُطَ لَكَ عَلَى الْحَصِيرِ شَيْئًا؟
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟
مَا أَنَا وَالدُّنْيَا؟ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَرَاكِبٍ ظَلَّ
تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا))!
صحَّحَهُ والدي -رحمَهُ
اللهُ-، "سلسلة الأحاديث الصّحيحة"، (438و439).
• فَلْنُخفِّفْ من مُتَعَلَّقاتِ الدُّنيا!..
فإنَّ فراقَها لَا بُدَّ آتٍ..
فإنَّ فراقَها لَا بُدَّ آتٍ..
وفِراقُ قَليلِ مُتَعَلَّقاتِها؛ مؤلِمٌ..
بلْ مُمرضٌ..
بل مُفجِعٌ مُوجِع..
فكَيفَ بكثيرِهِ!
اللَّهمَّ ألْهِمْنا
رُشْدَنا، وأعِذْنا من شُرُورِ أنفُسِنا
وصلَّى اللهُ على نبيِّنا
محمَّد وعلى آلِهِ وسلَّم.
كتبَتْهُ: حَسَّانَةُ بنتُ
مُحمَّدٍ ناصرِ الدّينِ الألبانيّ
الثّلاثاء 24 ربيع
الثّاني 1438هـ
الآيتان (23-24) من سورة الحجّ
(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا
مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ) (وَهُدُوا إِلَى
الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ)
[الحجّ: 23-24]
قالَ الشَّاعرُ: عِلْمُ الحَدِيْثِ أَجَلُّ السُّؤْلِ والوَطَرِ ... بَعْدَ الكِتَابِ بلا شَكٍّ لَدَى البَشَرِ
بسم الله الرَّحمن الرّحيم
• قالَ الشَّاعرُ:
عِلْمُ الحَدِيْثِ أَجَلُّ السُّؤْلِ
والوَطَرِ ... بَعْدَ الكِتَابِ -بلا شَكٍّ- لَدَى البَشَرِ!
فافهَمْهُ واعْمَلْ بِهِ وادْعُ الأَنَامَ
لَهُ ... واقْطعْ بِهِ العَيْشَ تَعْرِفْ لَذَّةَ العُمُرِ!
وانْقُلْ رِحَالَكَ عَنْ مَغْنَاكَ
مُرتَحِلًا ... لِكَي تَفوزَ بنَقْلِ العِلْمِ والأَثَرِ!
ولَا تَقُلْ: "عَاقَني شُغْلٌ"
فَلَيْسَ يُرىٰ
... في التَّركِ لِلِعِلْمِ مِنْ عُذْرٍ لِمُعْتَذِرِ!
وأَيُّ شُغْلٍ كَمِثْلِ العِلْمِ
تَطْلُبُه ... وَنَقْلِ ما قَدْ رَوَوْا عن سَيّدِ البَشَرِ؟!
أَلْهَىٰ
عَنِ العِلْمِ أَقْوَامًا تَطَلُّبُهُمْ ... لَذَّاتِ دُنْيا غَدَوْا مِنْهَا عَلَى
غَرَرِ!
وخَلَّفُوا مَا لَهُ حَظٌّ ومَكْرُمَةٌ
... إلَى الَّتي هِيَ دَأْبُ الهُونِ والخَطَرِ!
وأَيُّ فَخْرٍ بِدُنْيَاهُ لِمَنْ
هَدَمَتْ ... مَعَائِبُ الجهْلِ منْهُ كُلَّ مُفْتَخَرِ؟!
لا تَفخَرَنَّ بدُنْيَا لَا بَقَاءَ
لَهَا ... وبالعَفافِ وكَسْبِ العِلْمِ فافَتَخِرِ!
يَفْنَى الرِّجالُ وَيْبقَىٰ
عِلْمُهُمْ لَهُمُ ... ذِكْرًا يُجَدَّدُ في الآصَالِ والبُكُرِ!
ويَذْهَبُ الموتُ بالدُّنْيا وصَاحِبِهَا
... ولَيْسَ يَبْقَى لَهُ في النَّاسِ مِنْ أثَرِ!
تَظُنُّ أنَّكَ في الدُّنْيا أَخُوُ
كِبَرٍ ... وأنْتَ بالجهِلِ قَدْ أصْبَحْتَ ذَا صِغَرِ!
لَيْسَ الكَبيرُ عَظِيمُ القَدْرِ
غَيْرَ فَتًى ... ما زَالَ بالعِلْمِ مَشْغُولًا مَدَى العُمُرِ!
قَدْ زَاحَمَتْ رُكْبَتاهُ كُلَّ ذِي
شَرَفٍ ... في العِلْمِ والحِلْمِ لَا في الفَخْرِ والبَطَر!
فَجَالِسِ العُلمَاءَ المُقْتَدَىٰ
بِهِمُ ... تَسْتَجْلِبِ النَّفعَ أوْ تأَمَنْ مِنَ الضَّرَرِ!
** هذه الأبياتُ ساقَها الشّيخُ: عبدُ
العزيزِ السَّلْمان -رحمَهُ اللهُ-، في: "مجموعة القصائد الزُّهديَّات"،
(1/ 65)، ط1 (1409)، مطابع الخالد، الرِّياض.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)