ولمَّا رأتْ أبصارُهُم بيتَهُ الَّذي ... قُلُوبُ الوَرَى شَوقًا إليهِ تَضَرَّمُ!... من "القصيدةِ الميميَّة" لِابن القيِّمِ



بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

• قالَ الإمامُ ابْنُ القَيِّمِ -رحمَهُ اللهُ-  في "القَصِيدةِ الميميّة"، واصفًا لمشْهَدٍ من مشَاهدِ الحُجّاَجِ:

34- ولمَّا رأتْ أبصارُهُم (بيتَهُ) الَّذي ... قُلُوبُ الوَرَى شَوقًا إليهِ تَضَرَّمُ!
35- كأنَّهمُ لَمْ يَنْصَبُوا قطُّ قبْلهُ ... لأنَّ شَقاهُمْ قَد ترحَّلَ عنْهُمُ!
36- فلِلَّهِ! كمْ مِنْ عَبْرةٍ مُهْرَاقةٍ ...  وأُخْرى عَلى آثَارِها لَا تَقَدَّمُ!
37- وَقدْ شَرِقَتْ عَينُ المُحِبِّ بدَمْعِها ... فينْظرُ مِن بينِ الدُّموعِ ويُسْجِمُ!
38- إذا عَايَنَتْهُ العَيْنُ زالَ ظَلامُها ... وزالَ عَنِ القَلْبِ الكَئيبِ التألُّمُ!
39- ولَا يَعْرِفُ الطَّرْفُ المُعايِنُ حُسْنَهُ ...  إلى أنْ يَعُودَ الطرْفُ والشَّوقُ أعْظمُ!
40 - ولَا عَجبٌ مِن ذَا فحِينَ أضَافَهُ ... إلى نفسِهِ (الرَّحْمنُ)؛ فَهْوَ المعَظَّمُ!
41- كسَاهُ منَ الإجْلالِ أعْظمَ حُلَّةٍ ... عَليها طِرازٌ بالمَلاحَةِ مَعْلَمُ!
42- فمِنْ أجْلِ ذا كلُّ القُلوبِ تُحِبُّهُ ... وتَخْضَعُ إجْلالًا لَهُ وتُعَظِّمُ!
43- ورَاحُوا إلى (التَّعْريفِ) يَرْجُونَ رحْمةً ... ومغْفِرةً مِمَّن يَجُودُ ويُكرِمُ!
44- فلِلهِ! ذاكَ الموقِفُ الأعْظمُ الَّذي ... كمَوقفِ يومِ العَرْضِ بلْ ذاكَ أعْظَمُ!
45- ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلَالُهُ ...  يُباهِي بهمْ أمْلاكَهُ فَهْوَ أكرَمُ!
46- يقولُ عِبادِي قدْ أتَونِي مَحَبَّةً ... وَإنِّي بهمْ بَرٌّ أَجُودُ وأرْحَمُ!
47- فأشْهِدُكُمْ أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ ...  وأعْطيْتُهُمْ ما أمَّلُوهُ وأنْعَمُ!
48- فبُشْراكُمُ يا أهْلَ ذا المَوقِفِ الَّذِي ... به يَغْفرُ اللهُ الذُّنوبَ ويَرْحَمُ!
49- فكَمْ مِنْ عَتِيقٍ فيهِ كُمِّلَ عِتْقُهُ ...  وآخَرُ يَسْتَسْعِيْ وربُّكَ أرْحَمُ!
(ص: 11-12)، ط1 (1419هـ‍)، دار ابن خزيمة، الرّياض.
- - -
الإثنين 3 ذو الحجَّة 1437هـ‍