بسم اللهِ الرَّحمن
الرَّحيم
"اسْتِحْبَابُ (قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ) عَلَى (الْحُذَّاقِ
فِيهِ)! وَ(أَهْلِ الْعِلْمِ بِهِ وَالْفَضْلِ)
وَإِنْ كَانَ (الْقَارِئُ)
أَفْضَلَ مِنَ (الْمَقْرُوءِ عَلَيْهِ)! "
• عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ:
((إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ
أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ))!
قَالَ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟!
قَالَ: ((نَعَمْ))!
قَالَ: وَقَدْ ذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ
الْعَالَمِينَ؟!
قَالَ: ((نَعَمْ))!
فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ.!
رواهُ البخاريُّ في كتابِ تفسيرِ القُرآن،
بَابُ {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ} {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ
خَاطِئَةٍ}، (4961).
• وَفِي رِوَايَةٍ متّفقٌ عَليها:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ:
((إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ
أَقْرَأَ عَلَيْكَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا})).
قَالَ: وَسَمَّانِي؟!
قَالَ: ((نَعَمْ))!
فَبَكَى!
• جاءَ في: "شرح النّوويّ على مسلم"، (6/ 86):
"وَفِي الْحَدِيثِ فَوَائِدُ
كَثِيرَةٌ مِنْهَا:
1) اسْتِحْبَابُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ
عَلَى (الْحُذَّاقِ فِيهِ)! وَ(أَهْلِ الْعِلْمِ بِهِ وَالْفَضْلِ)! وَإِنْ كَانَ
الْقَارِئُ أَفْضَلَ مِنَ الْمَقْرُوءِ عَلَيْهِ!
2) وَمِنْهَا الْمَنْقَبَةُ الشَّرِيفَةُ
(لِأُبَيٍّ) بِقِرَاءَةِ (النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
عَلَيْهِ!
وَلَا يُعْلَمُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ
شَارَكَهُ فِي هَذَا!
3) وَمِنْهَا مَنْقَبَةٌ أُخْرَى لَهُ
(بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى) لَهُ!
وَنَصِّهِ عَلَيْهِ فِي هَذِهِ
الْمَنْزِلَةِ الرَّفِيعَةِ!
4) وَمِنْهَا الْبُكَاءُ لِلسُّرُورِ
وَالْفَرَحِ؛ مِمَّا يُبَشَّرُ الْإِنْسَانُ بِهِ، وَيُعْطَاهُ مِنْ مَعَالِي
الْأُمُورِ!
5) وَأَمَّا قَوْلُهُ ((آللَّهُ
سَمَّانِي لَكَ)): فِيهِ: أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ -تَعَالَى- أمر
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ
أُمَّتِهِ وَلَمْ يَنُصَّ عَلَى أُبَيٍّ؛ فَأَرَادَ أُبَيٌّ أَنْ يَتَحَقَّقَ:
هَلْ نَصَّ عَلَيْهِ؟ أَوْ قَالَ عَلَى رَجُلٍ؛ فَيُؤْخَذُ مِنْهُ:
الِاسْتِثْبَاتُ فِي الْمُحْتَمَلَاتِ!
6) وَاخْتَلَفُوا فِي الْحِكْمَةِ فِي
قِرَاءَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى (أُبَيٍّ):
وَالْمُخْتَارُ أَنَّ سَبَبَهَا: أَنْ
(تَسْتَنَّ الْأُمَّةُ) بِذَلِكَ فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى (أَهْلِ الْإِتْقَانِ
وَالْفَضْلِ)!
وَيَتَعَلَّمُوا آدَابَ الْقِرَاءَةِ!
وَلَا يَأْنَفَ أَحَدٌ مِنْ ذَلِكَ!
وَقِيلَ: لِلتَّنْبِيهِ عَلَى
جَلَالَةِ (أُبَيٍّ)، وَ(أَهْلِيَّتِهِ لِأَخْذِ الْقُرْآنِ عَنْهُ) وكَانَ
بَعْدَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأْسًا وَإِمَامًا فِي إِقْرَاءِ
الْقُرْآنِ!
وَهُوَ أَجَلُّ نَاشِرَتِهِ، أَوْ
مِنْ أَجَلِّهِمْ!
7) وَيَتَضَمَّنُ (مُعْجِزَةً)
لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
8) وَأَمَّا تَخْصِيصُ هَذِهِ
السُّورَةِ؛ فَلِأَنَّهَا وَجِيزَةٌ جَامِعَةٌ لِقَوَاعِدَ كَثِيرَةٍ مِنْ أُصُولِ
الدِّينِ، وَفُرُوعِهِ، وَمُهِمَّاتِهِ، وَالْإِخْلَاصِ، وَتَطْهِيرِ الْقُلُوبِ!
وَكَانَ الْوَقْتُ يَقْتَضِي الِاخْتِصَارَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ!" اهـ
• وفي "شرح صحيح البخاريّ"، لابنِ بطَّال، (10/ 278):
"..قَرَأ النَّبيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى (أُبَىٍّ)؛ وُهُوَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ] أَعْلَمُ بِالقُرْآنِ مِنْهُ وَأَحْفَظُ؛ لِيَأَخُذَ أًبَيٌّ نَمَطَ قِرَاءَتِهِ،
وَسُنَّتِهِ، وَيَحْتَذِي حَذْوَهُ. وقَدْ رُوِيَ هَذَا التَّأْويلُ عَنْ (أُبَىٍّ)
وابْنِهِ" اهـ
- - -
الإثنين 25 صَفَر 1437هـ