((وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ))...



بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم
((كَيْفَ أَنْتُمْ؟..كَيْفَ حَالُكُمْ؟.. كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟))...

وَقْفَةٌ يسيرةٌ معَ خُصلَةِ (الوَفَاءِ)!... النّادرةِ في هَٰذِهِ الأيَّامِ! أختصِرُهَا من كتابِ "بهجةُ الـمَجَالِسِ وأُنْسُ الـمُجَالِس"(1):
"- قَالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمِ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ:
((فَكَيْفَ بِكَ يَا عَبْدَ اللهِ! إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ! وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ؟!)).(2)

- قِيلَ لِبَعْضِ الحُكَمَاءِ:
بِأَيِّ شَيْءٍ يُعْرَفُ (وَفَاءُ الرَّجُلِ)؛ دُون تَجْرُبَةٍ وَاخْتِبَارِ؟
قَالَ: بِحَنِينِهِ إِلىٰ أوْطَانِهِ، وَتَلَهُّفِهِ عَلَىٰ مَا مَضَى مِنْ زَمَانِهِ!

- قَالَ أَعْرَابيٌّ: إِذَا أَرَدتَّ أنْ تَعْرِفَ (وَفَاءَ الرَّجُلِ)، وَدَوامَ عَهْدِهِ
فَانْظُرْ إِلىٰ حَنِينِهِ إِلىٰ أَوْطَانِهِ، وَتَشَوُّقِهِ إِلىٰ إِخْوَانِهِ، وَبُكَائِهِ عَلىٰ مَا مَضَىٰ مِنْ أَزْمَانِهِ!

- رُوِينَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَتْ عَلَيهِ (عَجُوزٌ) وَهُوَ فِي بَيتِ عَائِشَةَ،
 فَأكْرَمَهَا وَقَرَّبَها وَوَصَلَهَا 
فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: «مَنْ هَٰذِهِ العَجُوزُ؟!»
فَقَالَ: ((كَانَتْ تَأْتِينَا وَتَزُورُنا أَيَّامَ خَدِيجَةَ، وَحِفْظُ العَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ))!(3)" اهـ
- - -
(1) من (2/797-799)،  ط2  (1402هـ‍)، دار الكتب العلميّة، بيروت.
(2) يُنظرُ تصحيح والدي -رحمَهُ اللهُ - في "سلسلته الصّحيحة"، الحديث رقم (205) و(206).
(3) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَنْتِ؟)). قَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ. قَالَ: ((بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ، كَيْفَ أَنْتُمْ؟ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟)) قَالَتْ: بِخَيْرٍ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَتْ: فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الْإِقْبَالَ؟! قَالَ: ((إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ))! يُنظرُ تصحيح الوالدِ -رحمَهُ اللهُ- في "سلسلته الصّحيحة"، الحديث رقم (216).
- - -
السّبت 22 جمادى الثّانية 1436هـ‍