(أَدْخَلَ اللهُ الْجَنَّةَ رَجُلًا كَانَ سَهْلًا مُشْتَرِيًا)...



(أَدْخَلَ اللهُ الْجَنَّةَ رَجُلاً كَانَ)!...
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرّحيمِ...
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ علىٰ رسولِ اللهِ، وبعدُ:
- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
((رَحِمَ اللهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَىٰ، وَإِذَا اقْتَضَىٰ))!
"صحيح البخاري"، كتابُ البيوعِ، باب السّهولة والسّماحة في الشِّراءِ والبيعِ، ومنْ طَلبَ حقًّا فلْيطْلُبْهُ في عفافٍ، الحديث رقم (2076)
- وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((أَدْخَلَ اللهُ الْجَنَّةَ رَجُلًا كَانَ سَهْلًا مُشْتَرِيًا وَبَائِعًا وَقَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا))!

- وله شاهدٌ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((غَفَرَ اللهُ لِرَجُلٍ كَانَ مِنْ قَبْلِكُمْ، كَانَ سَهْلًا إِذَا بَاعَ، سَهْلًا إِذَا اشْتَرَىٰ، سَهْلًا إِذَا قَضَىٰ، سَهْلًا إِذَا اقْتَضَىٰ))!
يُنظرُ: الحديث رقم: (1181)، من "السّلسلةِ الصّحيحةِ"، للوالدِ، رحمهُ اللهُ.

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّ اللهَ يُحِبُّ: سَمْحَ البَيْعِ، سَمْحَ الشِّرَاءِ، سَمْحَ القَضَاءِ))!
"سلسلة الأحاديث الصّحيحة"، الحديث رقم: (899).

- جاءَ في "عمدة القاري شرح صحيح البخاريّ"، (11/ 189):
"وَفِي الحَدِيثِ:
الحضُّ على الْمُسَامحَة وَحسن الْمُعَامَلَة وَاسْتِعْمَال محَاسِن الْأَخْلَاق ومكارمها وَترك المشاحةِ فِي البيعِ، وَذَلِكَ سَبَبٌ لوُجُود الْبركَة! لِأَنَّهُ صلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ، لَا يحضُّ أمَّتَهُ إلاَّ علىٰ مَا فِيهِ النَّفْع لَهُم دِينًا وَدُنْيا!
وَأمَّا فَضلُهُ فِي الْآخِرَة فقد دَعَا صلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ بِالرَّحْمَةِ والغفرانِ لفَاعِلهِ، فَمنْ أحبَّ أَن تنالَهُ هَذِه الدعْوَة فلْيقْتَدِ بِهِ، ولْيعملْ بِهِ.
وَفِيه: تركُ التَّضْيِيقِ على النَّاسِ فِي الْمُطَالبَة وَأخذ الْعَفو مِنْهُم!
وَقَالَ ابْنُ حبيبٍ: تُسْتَحبُّ السّهولةُ فِي البيع وَالشِّرَاء، وَلَيْسَ هِيَ تِلْكَ الْمُطَالبَة فِيهِ، إِنَّمَا هِيَ تركُ المضاجَرَةِ وَنَحْوِهَا" اه‍

- وفي "تحفة الأحوذي"، (4/ 457):
سَمْحَ: "بِفَتْحِ السِّينِ وَسُكُونِ الْمِيمِ؛ أَيْ: سَهْلًا فِي الْبَيْعِ، وَجَوَادًا، يَتَجَاوَزُ عَنْ بَعْضِ حَقِّهِ إِذَا بَاعَ!
قَالَ الْحَافِظُ: "السَّمْحُ: الْجَوَادُ؛ يُقَالُ: سَمَحَ بِكَذَا؛ إِذَا جَادَ، وَالْمُرَادُ هُنَا: الْمُسَاهَلَةُ.اهـ‍
(سَمْحَ الشِّرَاءِ سَمْحَ الْقَضَاءِ)؛ أَيْ: التَّقَاضِي لِشَرَفِ نَفْسِهِ وَحُسْنِ خُلُقِهِ بِمَا ظَهَرَ مِنْ قَطْعِ عَلَاقَةِ قَلْبِهِ بِالْمَالِ! قَالَهُ الْمُنَاوِيُّ
 قَوْلُهُ (غَفَرَ اللهُ لِرَجُلٍ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ سَهْلًا) إِلَخْ..:
قَالَ الْمُنَاوِيُّ: "فِيهِ حَثٌّ لَنَا عَلَى التَّأَسِّي بِذَلِكَ؛ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا!.اهـ‍
(إِذَا اقْتَضَىٰ)؛ أَيْ: إِذَا طَلَبَ دَيْنًا لَهُ عَلَى غَرِيمٍ؛ يَطْلُبُهُ بالرِّفْقِ واللُّطْفِ، لَا بِالْخَرْقِ وَالْعُنْفِ!" اهـ‍
~ ~ ~
الأربعاء: 14/ شوّال/ 1434هـ‍