"الأمرُ
بالمعروفِ لهُ ثلاثُ حِكَمٍ"!...
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ...
قالَ العلاّمةُ (الشّنقيطيُّ)
-رحمهُ اللهُ- في كتابِهِ: "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن"،
(2/ 208-209)*:
"الأمرُ بالمعروفِ له ثلاثُ حِكَمٍ:
- الأُوْلىٰ: إقامةُ حُجّةِ اللهِ علىٰ خلقِهِ!
كما قالَ تعالىٰ:
{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ
وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[النّساء: 165]
- الثّانيةُ: خروجُ (الآمِرِ) من (عُهدةِ) التّكليفِ
بالأمرِ بالمعروفِ!
كما قالَ تعالىٰ في صَالِحِي القومِ
الذينَ اعتدَىٰ بعضُهُمْ في (السّبتِ):
{قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى
رَبِّكُمْ}الآية. [الأعراف:164].
وقالَ تعالىٰ: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ
فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ}[الذّاريات: 54].
فدلَّ علىٰ أنَّهُ لو لم يخرجْ من (العُهدَةِ)؛
لكانَ (ملومًا)!
- الثّالثةُ: رجاءُ النّفعِ للمأمورِ!
كما قالَ تعالىٰ: {مَعْذِرَةً إِلَى
رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[الأعراف:164].
وقالَ تعالىٰ: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ
الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[الذّاريات: 55].
وقدْ أوضَحْنَا هذا البحثَ في كتابِنَا
"دفعُ إيهامِ الاضْطرابِ عن آياتِ الكتابِ"، في سورةِ (الأعلىٰ)، في
الكلامِ علىٰ قولهِ تعالىٰ: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى}[الأعلىٰ: 9].
ويجبُ علىٰ الإنسانِ أنْ يأمرَ أهلَهُ
بـالمعروفِ؛ كزوجتِه وأولادِهِ، ونحوهِمْ، وينهاهُمْ عنِ المنكرِ! لقولِهِ تعالىٰ:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}[التّحريم: 6].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}[التّحريم: 6].
وقولِهِ صلَّىٰ اللهُ عليهِ وسلَّمَ:
((كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))!.. الحديثُ"
اهـ
~ ~ ~
* الطّبعة الأولىٰ، دار عالم
الفوائد.
الخميس/ 22/ شوّال/ 1434هـ