حِفْظُ القُرْآنِ الكَريمِ
(سورةُ الفاتحةِ)
((لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي القُرْآنِ))!...
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ...
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ على نبيِّنَا محمّدٍ وعلى آلِهِ أجمعينَ، أمَّا بعدُ:
أبدأُ بعرضِ موضوعِ (حفظِ القرآنِ الكريم)، الذي أشرتُ إليهِ في موضوعٍ سابقٍ سائلةً ربِّي وإلهيَ -وحدَهُ لا شريكَ لهُ- القبولَ والنّفعَ.
وأبدأُ بما بدأَ اللهُ بهِ كتابَهُ العظيمَ!
بهاتِهِ السّورةِ العظيمةِ (سورةِ الفاتحةِ) التي افتتحَ بها كتابَهُ الكريمَ!
تأسِّيًّا بنبيِّنا عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ؛ الذي علَّمنَا عظمَ هذه السّورة، وفضلَها العميمَ!
ومنْ يشْرَعُ في ختمةٍ؛ فإنّما يفتتحُهَا بآياتها؛ بحمدِ إلهِنا والثّناءِ على ربِّنا الرّحمنِ الرّحيمِ!
وكم من مسائلَ متعلَّقِةٍ بها؛ لا يسعني المكانُ الإفادةَ بها إلاَّ بالنّزرِ اليسيرِ!
وما توفيقُنا إلَّا باللهِ العلّيِّ العظيمِ!
• من فَضائلِ سورةِ (الفاتحةِ):
- جاءَ في "صحيحِ الإمامِ محمَّدٍ بنِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ المغيرةَ البخاريّ"، كتابُ تفسيرِ القرآنِ، بابُ ما جاءَ في فاتحةِ الكتابِ، الحديث رقم (4474):
عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي المَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ:
((أَلَمْ يَقُلِ اللهُ: {اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}؟)) ثُمَّ قَالَ لِي: ((لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي القُرْآنِ! قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ))
ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، قُلْتُ لَهُ:
أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ؟ قَالَ:
(({الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ}، هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ))!
-وفي روايةٍ صحَّحَهَا الوالدُ -رحمهُ اللهُ-، في "سُنَنِ الإمامِ الحافظِ: محمّدِ بنِ عيسى بنِ سَورةَ التّرمذيِّ"، كتاب: ثوابِ القرآنِ عن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، باب ما جاءَ في فضلِ فاتحةِ الكتابِ، الحديث رقم (2875):
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((يَا أُبَيُّ))! -وَهُوَ يُصَلِّي-، فَالْتَفَتَ أُبَيٌّ وَلَمْ يُجِبْهُ، وَصَلَّى أُبَيٌّ، فَخَفَّفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّهِ!
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، مَا مَنَعَكَ يَا أُبَيُّ أَنْ تُجِيبَنِي وَقَدْ دَعَوْتُكَ؟!))
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي كُنْتُ فِي الصَّلاَةِ.
قَالَ:
((أَفَلَمْ تَجِدْ فِيمَا أُوحِي إِلَيَّ أَنِ {اسْتَجِيبُوا اللهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}؟)) قَالَ: بَلَى! وَلاَ أَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
قَالَ: ((تُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ، وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ، وَلاَ فِي الزَّبُورِ، وَلاَ فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا؟)) قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ!
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلاَةِ؟))
قَالَ: فَقَرَأَ أُمَّ القُرْآنِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ، وَلاَ فِي الْإِنْجِيلِ، وَلاَ فِي الزَّبُورِ، وَلاَ فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا، وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ الْمَثَانِي، وَالقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُهُ)).
- وفي "صحيحِ الإمامِ مسلمٍ بنِ الحجَّاجِ أبي الحسنِ القشيريِّ النّيسابوريِّ"، كتابٌ صلاةِ المسافرينَ وقصرُها، بَابُ فضلِ الفاتحةِ وخواتيمِ سورةِ البقرة، والحثِّ على قراءةِ الآيتينِ منْ آخرِ البقرة، الحديث رقم (806):
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ:
((هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ! لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ! فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ))!
- وفي روايةٍ أخرجَها (الحاكمُ) في "المستدرك على الصّحيحين"، وصحَّحَها الوالدُ -رحمهُ اللهُ-، في "سلسلتِهِ الصّحيحةِ"، الحديث رقم: (1499):
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ، فَنَزَلَ، فَمَشَى رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى جَانِبِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ:
((أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ الْقُرْآنِ))؟ قَالَ: فَتَلَا عَلَيْهِ {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وفي الحديثِ القدْسيِّ -صحَّحَهُ الوالدُ رحمَهُ الله- في "سُنَنِ ابنِ ماجه"- عنْ أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((قَالَ اللهُ تَعَالَى: قُسِمَتِ الصَّلَاةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ! فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ!
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((اقْرَؤُوا: يَقُولُ الْعَبْدُ {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
يَقُولُ اللهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ!
يَقُولُ الْعَبْدُ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
يَقُولُ اللهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ!
يَقُولُ الْعَبْدُ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
يَقُولُ اللهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ!
يَقُولُ الْعَبْدُ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
فَهَذِهِ الْآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ!
وَيَقُولُ الْعَبْدُ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}
هَذِهِ الآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي مَا سَأَلَ.
• أسئلةٌ وأجوبةٌ[1] في تأويلِ سورةِ الفاتحةِ (من تفسير السعدي):
س1: ما معنى (الله)؟
"هوَ المألوهُ المعبودُ، المستحقُّ لإفرادِهِ بالعبادةِ؛ لِـمَا اتَّصفَ به من صفاتِ الألوهيَّةِ؛ وهيَ صفاتُ الكمالِ"!
س2: قولُهُ تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؛ على ماذا يدلُّ هذانِ الاسمانِ؟
"اسمانِ دالَّانِ على أنّه تعالى (ذو الرّحمة الواسعةِ العظيمةِ)! التي وسعتْ كلَّ شيْءٍ، وعمَّتْ كلَّ حيٍّ...".
س 3: ذكرَ المصنّفُ قاعدةً متفقًا عليها بين سلفِ الأمّةِ؛ فما هيَ؟
القاعدةُ هيَ: "الإيمانُ بأسماءِ اللهِ وصفاتِهِ، وأحكامِ الصّفاتِ".
س4: ما معنَى (الحمدُ)؟
"(الثّناءُ) على اللهِ بصفاتِ الكمالِ، وبأفعالِهِ الدّائرةِ بين الفضلِ والعدْلِ، فله الحمْدُ الكاملُ، بجميعِ الوجوهِ".
س5: قوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ فما معنى (الرَّبِّ)؟
"هو المربِّي جميعَ العالمينَ -وهمْ مَنْ سِوَى اللهِ- بخلْقِهِ إيَّاهُمْ، وإعدادِهِ لهمُ الآلاتِ، وإنعامِهِ عليهِمْ بالنِّعَمِ العظيمةِ، الَّتي لو فقدُوهَا، لم يمكنْ لهم البقاءُ، فما بهم من نعمةٍ؛ فمنْهُ تعالى".
س6: ذكرَ المصنّفُ أنَّ تربيتَهُ تعالى لخلقِهِ نوعان: (عامّةٌ) و(خاصّةٌ)، فما معناهُمَا؟
"(العامّةُ): هي خلقُهُ للمخلوقينَ، ورزقُهُمْ، وهدايتُهُمْ لِمَا فيه مصالحُهُمُ التي فيها بقاؤُهُمْ في الدُّنيا!
و(الخاصَّةُ): تربيتُهُ لأوليائِهِ، فيربيهِمْ بالإيمانِ، ويوفقُهُمْ له، ويكمِّلُهُ لهُمْ، ويدفعُ عنهمُ الصوارفَ، والعوائقَ الحائلةَ بينهُمْ وبينه، وحقيقتُها: تربيةُ (التّوفيقِ) لكلِّ خيرٍ، و(العصمةِ) عن كلِّ شرٍّ"!
س7: في قولِهِ تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، ما سبَبُ إضافةِ (الْمُلْكُ) لـ (يَوْمِ الدِّينِ)؟
"وأضافَ (الْمُلْكُ) لـ (يَوْمِ الدِّينِ) -وهوَ يومُ القيامةِ-، يومَ يُدانُ النّاسُ فيهِ بأعمالهِمْ، خيرِهَا وشرِّهَا؛ لأنَّ في ذلكَ اليومِ، يظهرُ للخلقِ تمامَ الظُّهورِ، كمالُ ملْكِهِ وعدْلِهِ وحكمتِهِ، وانقطاعُ أملاكِ الخلائقِ؛ حتَّى [إنَّهُ] يستوِي في ذلكَ اليومِ: الْـمُلُوكُ والرَّعايا والعبيدُ والأحرارُ! كلُّهُمْ مذعنُونَ لعظمتِهِ، خاضعونَ لعزَّتِهِ، منتظرونَ لمجازاتِهِ، راجونَ ثوابَهُ، خائفونَ من عقابِهِ؛ فلذلكَ خصَّهُ بالذِّكْرِ؛ وإلاَّ فهوَ المالكُ ليومِ الدِّينِ، ولغيرِهِ من الأيّامِ"!.
س8: قولُه {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}:
- ما معنى الآيةِ الكريمةِ؟ وما معنَى (العبادة)؟ وما معنَى (الاستعانة)؟
"أيْ: نخصُّكَ وحدَكَ بالعبادةِ والاستعانةِ"!
"(العبادةُ): اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ؛ منَ الأعمالِ، والأقوالِ الظَّاهرةِ والباطنةِ".
وهيَ: "كمالُ المحبَّةِ، وكمالُ الخضوعِ، والخوفِ والذُّلِّ".
"(الاستعانة): هي الاعتمادُ على اللهِ تعالى في جلبِ المنافعِ، ودفعِ المضارِّ، مع الثّقةِ به في تحصيلِ ذلكَ".
س9: لمَ ذكرَ (الاستعانةَ) بعد (العبادةِ) مع دخولهَا فيهَا؟
"لاحتياجِ (العبدِ) في جميعِ عباداتِهِ إلى (الاستعانةِ باللهِ تعالى)؛ فإنَّهُ إنْ لم يُعنْهُ اللهُ، لم يحصلْ له ما يريدُهُ من فعلِ الأوامرِ، واجتنابِ النّواهي"!
س10: ماذا تشملُ (الهدايةُ في الصّراطِ)؟
"تشملُ الهدايةَ لجميعِ التفاصيلِ الدينيةِ علمًا وعملاً"!
س11: مَن همُ المقصودُون في: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}، و{الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}، و{الضَّالِّينَ}؟
(أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ): "النبيِّينَ، والصِّدِّيقينَ، والشُّهداءِ، والصَّالحينَ".
(الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ): الذين عرفُوا الحقَّ وتركوهُ؛ كاليهودِ ونحوهمْ".
(الضَّالِّينَ): "الذين تركُوا الحقَّ على جهلٍ وضلالٍ؛ كالنَّصارى ونحوهم".
• مسائلُ لها تعلّقٌ بـ(سورةِ الفاتحةِ):
- معنى (فتحَ) في اللّغةِ:
"(فَتَحَ) الْفَاءُ وَالتَّاءُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى خِلَافِ الْإِغْلَاقِ!"اهـ
"معجم مقاييس اللّغةِ"، (4/469).
- عددُ آياتِ سورةِ الفاتحةِ:
قالَ الإمامُ (أبو عمرٍو الدّانيِّ) -رحمهُ اللهُ- في"البيان في عدِّ آي القرآن":
"وَهِي سبعُ آيَاتٍ فِي جَمِيعِ الْعدَدِ"اهـ
وقالَ العلاّمةُ القرطبيُّ في تفسيرِهِ: "الجامع لأحكام القرآن":
"أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعُ آيَاتٍ.."اهـ "تفسير القرطبيّ: "الجامع لأحكام القرآن"اهـ
- كتابةُ البسملةِ في أوَّلِ سورةِ الفاتحة:
عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: "اكْتُبْ فِي المُصْحَفِ فِي أَوَّلِ الإِمَامِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَاجْعَلْ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ خَطًّا". [صحيح البخاري].
- قالَ الإمامُ القرطبيُّ في تفسيرِهِ لقولِهِ تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}:
"إِنْ قِيلَ: لِمَ قَدَّمَ الْمَفْعُولَ عَلَى الْفِعْلِ؟ قِيلَ لَهُ:
قُدِّمَ اهْتِمَامًا! وَشَأْنُ الْعَرَبِ تَقْدِيمُ الْأَهَمِّ! يُذْكَرُ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَبَّ آخَرَ، فَأَعْرَضَ الْمَسْبُوبُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ السَّابُّ: إِيَّاكَ أَعْنِي: فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ: وَعَنْكَ أُعْرِضُ، فَقَدَّمَا الْأَهَمَّ!
وَأَيْضًا؛ لِئَلَّا يَتَقَدَّمَ ذِكْرُ (الْعَبْدِ) وَ(الْعِبَادَةِ) عَلَى (الْمَعْبُودِ)!
فَلَا يَجُوزُ نَعْبُدُكَ وَنَسْتَعِينُكَ، وَلَا نَعْبُدُ إِيَّاكَ وَنَسْتَعِينُ إِيَّاكَ، فَيُقَدَّمُ الْفِعْلُ عَلَى كِنَايَةِ الْمَفْعُولِ، وَإِنَّمَا يُتَّبَعُ لَفْظُ الْقُرْآنِ"اهـ
- قال الإمامُ (محمّدُ بنُ عبد الوهّابِ) -رحمهُ الله- في تفسيرهِ لقولِهِ تعالى:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}:
"والدِّينُ كلُّهُ يرجعُ إلى هذينِ المعنيينِ:
فالأولُ: التبرُّؤُ من الشركِ!
والثّاني: التبرُّؤُ من الحولِ والقوَّةِ"
ثمَّ ذكرَ -رحمهُ اللهُ- مسائلَ مُستنبطةً من سورة (الفاتحةِ)، أوردهَا في الآتي:
"الأولى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فيها (التوحيدُ)!
الثانيةُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} فيها (المتابعةُ)
الثالثةُ: أركانُ الدِّينِ: الحبُّ، والرَّجاءُ، والخوفُ، فالحبُّ في الأولى، والرجاءُ في الثّانيِة، والخوفُ في الثّالثةِ.
الرابعةُ: هلاكُ الأكثرِ في (الجهلِ بالآيةِ الأولى)! أعني استغراقَ الحمدِ واستغراقَ ربوبيّةِ العالمين.
الخامسةُ: أوّلُ المنعمِ عليهمْ، وأوّلُ المغضوبِ عليهمْ، والضّالِّينَ.
السادسةُ: ظهورُ الكرمِ والحمدِ؛ في ذكرِ (المُنعمِ) عليهمْ.
السابعةُ: ظهورُ القدرةِ والمجدِ؛ في ذكرِ المغضوبِ عليهم، والضّالِّينَ.
الثامنةُ: دعاءُ الفاتحةِ مع قولهِ لا يُستجابُ الدّعاءُ من قلبٍ غافلٍ!
التاسعةُ: قوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}؛ فيه (حجّةُ الإجماعِ)!
العاشرةُ: ما في الجملةِ من هلاكِ الإنسانِ إذا وُكِلَ إلى نفسِهِ.
الحاديةَ عشرة: ما فيها من النَّصِّ على التَّوكُّلِ.
الثانيةَ عشرة: ما فيها من التّنبيهِ على بطلانِ الشِّركِ.
الثالثةَ عشرة: التّنبيهُ على بطلانِ البدعِ!
الرابعة عشرة: آياتُ (الفاتحةِ) كلُّ آيةٍ منها لو يعلمُهَا الإنسانُ؛ صارَ فقيهًا! وكلُّ آيةٍ أُفْرِدَ معناهَا بالتّصانيفِ! واللهُ -سبحانهُ وتعالى- أعلمُ".
من مجموع مؤلفات الشيخ (2/35-36).
- وفي "الفتحِ الرَّبانيِّ من فتاوَى الإمامِ الشّوكانيِّ"، (1/ 188):
"... هذهِ فاتحةُ الكتابِ العزيزِ التي يكرِّرهَا كلُّ مصلٍّ في كلِّ صلاةٍ! ويفتتحُ بها التّالي لكتابِ اللهِ، والمتعلِّمِ له؛ فإنَّ فيها الإرشادُ إلى (إخلاصِ التّوحيد)! في ثلاثينَ موضعًا.."!
ثمَّ فصَّل -رحمهُ اللهُ- تلكَ المواضعَ، فلْيُرجعْ إليها لأهميّتها!
-في حديثٍ صحّحَهُ الوالدُ بمجموعِ طرقهِ، في: "سلسلة الأحاديث الصّحيحة"، الحديث رقم: (3263):
(({المَغًضُوب عَلَيهِمْ}: اليَهُودُ، و{الضَالِّينَ}: النَّصَارَى)).
- من أوصافِ سورة (الفاتحة) -ممَّا ورد في الآثارِ الصّحيحةِ-:
1) فاتحةُ الكتاب.
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ)). [صحيح البخاري].
2) أمُّ القرآن.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْتَرِئْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ)). [صحيح مسلم].
وقالَ أبُو هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(فِي كُلِّ صَلاَةٍ يُقْرَأُ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَنَّا أَخْفَيْنَا عَنْكُمْ! وَإِنْ لَمْ تَزِدْ عَلَى (أُمِّ القُرْآنِ) أَجْزَأَتْ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ). [صحيح البخاري]
3) السّبع المثاني.
4) القرآن العظيم.
قالَ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ:
((الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ)). [صحيح البخاري].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((أُمُّ القُرْآنِ، هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالقُرْآنُ العَظِيمُ)). [صحيح البخاري].
5) أمُّ الكتابِ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللهُ عنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِذَا قَرَأْتُمِ: الْحَمْدُ للهِ فَاقْرَؤُوا: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، إِنَّهَا أُمُّ الْقُرْآنِ, وَأُمُّ الْكِتَابِ, وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي, وَ{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] إِحْدَاهَا)).
صحّحه الوالدُ في "سلسلة الأحاديث الصّحيحة"، الحديث رقم: (1183).
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهِ عَنْهَا، قَالَتْ:
(كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّفُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الصُّبْحِ حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ: هَلْ قَرَأَ بِأُمِّ الكِتَابِ؟!). [صحيح البخاري].
"وَسُمِّيَتْ (أُمَّ الكِتَابِ) أَنَّهُ يُبْدَأُ بِكِتَابَتِهَا فِي المَصَاحِفِ". [صحيح البخاري].
• معاني بعض مفردات (سورة الفاتحة) في اللّغةِ:
"(حَمِدَ): الْحَاءُ وَالْمِيمُ وَالدَّالُ: كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَأَصْلٌ وَاحِدٌ؛ يَدُلُّ عَلَى خِلَافِ الذَّمِّ"اهـ
"(رَحِمَ): الرَّاءُ وَالْحَاءُ وَالْمِيمُ: أَصْلٌ وَاحِدٌ؛ يَدُلُّ عَلَى (الرِّقَّةِ وَالْعَطْفِ وَالرَّأْفَةِ)، يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ: رَحِمَهُ يَرْحَمُهُ؛ إِذَا رَقَّ لَهُ، وَتَعَطَّفَ عَلَيْهِ"اهـ
"(مَلَكَ): الْمِيمُ وَاللَّامُ وَالْكَافُ: أَصْلٌ صَحِيحٌ؛ يَدُلُّ عَلَى قُوَّةٍ فِي الشَّيْءِ وصِحَّةٍ"اهـ
"(دَيَنَ): الدَّالُ وَالْيَاءُ وَالنُّونُ: أَصْلٌ وَاحِدٌ؛ إِلَيْهِ يَرْجِعُ فُرُوعُهُ كُلُّهَا. وَهُوَ جِنْسٌ مِنَ الِانْقِيَادِ، وَالذُّلِّ.... وَيُقَالُ فِي حُكْمِهِ، وَمِنْهُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة: 4]، أَيْ: يَوْمِ الْحُكْمِ. وَقَالَ قَوْمٌ: الْحِسَابُ وَالْجَزَاءُ. وَأَيُّ ذَلِكَ كَانَ؛ فَهُوَ أَمْرٌ يُنْقَادُ لَهُ!"اهـ
"(هَدَيَ): الْهَاءُ وَالدَّالُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ: أَصْلَانِ [أَحَدُهُمَا] التَّقَدُّمُ لِلْإِرْشَادِ، وَالْآخَرُ بَعْثَةُ لَطَفٍ.
فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ: هَدَيْتُهُ الطَّرِيقَ هِدَايَةً، أَيْ تَقَدَّمْتُهُ لِأُرْشِدَهُ! وَكُلُّ مُتَقَدِّمٍ لِذَلِكَ: هَادٍ!"اهـ
ما سبقَ من المعاني مصدرُهُ: "معجم مقاييس اللّغة".
• تحسين التّلاوةِ:
مع ملاحظةِ أنّ ما سأنبّهُ عليهِ في أداءِ بعضِ الكلماتِ؛ إنما هو وفق رواية حفصٍ عن عاصم من طريقِ الشّاطبيّةِ.
- {الدِّينِ}:نحذرُ من نطقِ (الدّالِ) (تاءً) -كما يُسمعُ من بعضِ النّاسِ-؛ لئلاَّ يتغيرَ المعنى فيصيرُ قبيحًا!
- {إِيَّاكَ}: الياء (مشدَّدةٌ مفتوحة)، فنحرص على نطقها مشدَّدة، أي:
ياء ساكنة (تنطق بزمن الرخاوة)، ثم ياء مفتوحة.
فنحذر من نطقها ياء واحدة (مخفَّفة) مفتوحة؛ لما قالَهُ القرطبيُّ في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن":
"الْجُمْهُورُ مِنَ الْقُرَّاءِ وَالْعُلَمَاءِ عَلَى شَدِّ الْيَاءِ مِنْ {إِيَّاكَ} فِي الْمَوْضِعَيْنِ. وَقَرَأَ عَمْرُو بْنُ قَائِدٍ: {إِيَّاكَ} بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَرِهَ تَضْعِيفَ الْيَاءِ لِثِقَلِهَا وَكَوْنِ الْكِسْرَةِ قَبْلَهَا. وَهَذِهِ قِرَاءَةٌ مَرْغُوبٌ عَنْهَا! فَإِنَّ الْمَعْنَى يَصِيرُ: شَمْسَكَ نَعْبُدُ، أَوْ ضَوْءَكَ! وَإِيَاةُ الشَّمْسُ (بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ): ضَوْؤُهَا"!اهـ (1/146).
فلْيُتَنَبّهْ!
- {نَعْبُدُ} نحرص على ضمِّ الباءَ، ونحذر من كسرهَا.
- {الصِّرَاطَ}: تفخيم الصاد.
- الْمُسْتَقِيمَ}: ترقيق السّين.
والبعضُ يخطئُ؛ فيعكسُ: يرقّقُ الصّادَ، ويفخِّمُ السّينَ!
- {صِرَاطَ} جميعُ أحرفِ الكلمةِ مفخمّةٌ.
- {أَنْعَمْتَ}: الحرص على إسكانِ (نْ) و(ـمْـ).
- {الْمَغْضُوبِ}: نحذرُ من تحويلِ (الضّادِ) إلى (ظاء).
- {وَلَا الضَّالِّينَ}:
نحذرُ من تحويلِ (الضّادِ) إلى (ظاء)، فيتغيّر معنَاها!
نُطيلُ صوتَ (الألفِ) بمقدارِ ستِّ (6) حركاتٍ، لأنَّ الحكمَ -هنا-: مدٌّ لازمٌ كلميٌّ مثقَّل.
نشدِّدُ اللامَ: لامٌ ساكنةٌ (لْ) = ثمَّ لامٌ مكسورةٌ (لِ).
- نحرص على إتمام جميع الحركات، نحو كسرة: اِهدنا- غيرِ- عليهِم.
- نقفُ على رؤوسِ آياتِها، لأنَّ الوقفَ على رؤوسِ الآيةِ سنّةٌ مطلقًا.
فلا نصلها بنَفَسٍ واحدٍ! وكأنّها آيةٌ واحدةٌ!-مهما كانَ نَفَسُنا طويلاً!- لئلاًّ نخالفَ سنَّةَ نبيِّنَا عليهِ الصَّلاةُ والسّلامُ.
فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ:
"كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}{الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}".
حسنّهُ الوالدُ -رحمهُ اللهُ- في: "الإرواء"، (343).
وبذاتِ الرّوايةِ استدلَّ الوالدُ -رحمهُ اللهُ- في كتابِهِ "أصل صفةِ صلاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، (1/293)، تحت عنوان: [القراءةُ آيةً آيةً]- على قولِهِ:
"ثمَّ يقرُأ (الفَاتِحَة)، ويُقطِّعُها آيةً آيةً: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، [ثمَّ يقفُ، ثمَّ يقولُ:] {الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ}، [ثمَّ يقفُ، ثمَّ يقولُ:] {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، [ثمَّ يقفُ، ثمَّ يقولُ:] {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، وهكذا إلى آخرِ السّورةِ، وكذلك كانتْ قراءَته كلها، ويقفُ على رؤوسِ الآيِ، ولا يصلُها بما بعدَهَا". انتهى كلامُ الوالدِ.
والله الموفِّقُ.
كتبتْهُ: حسانة بنت محمّد ناصر الدّين بن نوح الألباني.
الثّلاثاء/ 5/ رجب/1434هـ.