فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الْعِبَادِ!

((فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الْعِبَادِ))!

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ...
بعْدَ حَمِدِهِ رَبّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ-، والصَّلَاةِ والسَّلَامِ عَلَى نبيِّ الهُدَى والرّسالةِ:
قالَ العلَّامةُ (أبو جعفرَ الورّاق الطّحاويّ) -رحمهُ اللهُ- في متنه: (العقيدة الطّحاويّة):
"وَقَدْ عَلِمَ اللهُ تَعَالَى فِيمَا لَمْ يَزَلْ عَدَدَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ!
وَعَدَدَ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ جُمْلَةً وَاحِدَةً!
فَلَا يُزَادُ فِي ذَلِكَ العَدَدِ، ولا يُنْقَصُ مِنْهُ"!
فدلَّلَ (الوالدُ) -رحمهُ اللهُ تعالَى- في تعليقهِ علَى تلكَ العبارةِ[1]؛ بالرّوايةِ الآتيةِ:
" يُشيرُ المؤلِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ- إلَى حَديثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو[2] قَالَ:
خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَده كِتَابَانِ فَقَالَ:
((أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الكِتَابَانِ؟))
فَقُلْنَا: لَا يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنَا!
فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى:
((هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ! وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ، وقَبَائلِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ، فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ، وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا))!
ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي شِمَالِهِ:
((هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ! وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ، وَقَبَائِلِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ، فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ، وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا))!
فَقَالَ أَصْحَابُهُ: فَفِيْمَ العَمَلُ؛ إِنْ كَانَ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟!
فَقَالَ: ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا! فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ!
وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ))!
ثُمَّ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ وَسَلَّمَ بِيَدِيْهِ، فَنَبَذَهُمَا، ثُمَّ قَالَ:
((فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الْعِبَادِ! {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ})). [الشورى:7]!
أخرَجَهُ التّرمذيُّ، وصحَّحَهُ هُوَ وغيرُهُ، وهو مُخَرَّجٌ في "الصّحيحة" (848).".
انتهى سياقُ الوالد للحديثِ الشّريف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] - يُنظر: "العقيدة الطحاوية، شرح وتعليق للعلامة المحدّث: محمّد ناصر الدّين الألبانيّ -رحمهُ الله تعالى-". مكتبة المعارف، الطّبعة الأولى،1422هـ، صفحة: (39-40).
[2] - ابْنِ الْعَاصِ، رضيَ اللهُ عنهُ.
~ ~ ~
حسّانة بنت محمّد ناصر الدّين الألبانيّ.
السبت: 15/ رجب/1434هـ‍