السِّرُّ في خوفِ المؤمنينَ أنْ لا تقْبَلَ منهمْ عبادتُهُمْ... للإمامِ الألبانيّ رحمَهُ اللهُ تعالى

 بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم

  الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ اللهِ، وبعدُ:

 عنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ:

سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ:

{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}

قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ، وَيَسْرِقُونَ؟

قَالَ: ((لَا! يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ؛ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ})).

 

 • قالَ والدِي -رحمةُ اللهِ عليهِ-  في "سلسلة الأحاديث الصّحيحة"، ج1، ص: 306، تحتَ تلكَ الرّوايةِ، في سياقِ تبيانِهِ السِّرَّ في خوفِ المؤمنينَ أنْ لا تقْبَلَ منهمْ عبادتُهُمْ:

"..وإنَّما السِّرُّ أنَّ القبولَ متعلِّقٌ بالقيامِ بـ(العبادةِ كما أمرَ اللهُ عزَّ وجلَّ)،

وهمْ لا يستطيعونَ الجزمَ بأنَّهُمْ قامُوا بها على مُرادِ اللهِ،

بلْ يظنُّونَ أنَّهُمْ قَصَّرُوا في ذلكَ؛

ولهذا؛ فهُمْ يخافونَ أنْ لا تُقْبَلَ منْهُمْ.

فلْيتأمَّلِ المؤمنُ هذَا! عسَى أنْ يزدادَ حرصًا على إحْسانِ العبادةِ، والإتيانِ بها كما أمرَ اللهُ؛ وذلكَ:

-  بالإخلاصِ -فيها- لَهُ.

-  واتِّباعِ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في هدْيِهِ فيها.

وذلكَ معنَى قولِهِ تعالَى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [الكهف: 110].." انتهى المراد 

واللهُ تعالَى أعلمُ.

الخميس 15 صفر 1445 هـ‍‍‍‍‍‍