واعْلمْ أنَّ الرِّياءَ فيه تفصيل:... للعلامة السّعديّ رحمه الله

 بسمِ الله الرّحمن الرّحيم

قالَ العلَّامةُ السّعديُّ -رحمَهُ اللهُ- في كتابه: "القول السّديد شرح كتاب التّوحيد"*:

"واعْلمْ أنَّ (الرِّياءَ) فيهِ تفصيلٌ:

فإنْ كانَ الحاملُ للعبدِ على العملِ: (قصدَ مُراءاةِ النّاسِ)، واستمرَّ على هذا القصدِ الفاسدِ؛ فعملُهُ: (حابطٌ)؛ وهو (شركٌ أصغرُ)، ويُخشَى أن يتذرَّعَ بِهِ إلى (الشِّركِ الأكبرِ).

وإنْ كانَ الحاملُ للعبدِ على العملِ: (إرادةَ وجهِ اللهِ مع إرادةِ مُراءاةِ النّاسِ)، ولمْ يقلعْ عنِ الرِّياءِ بعملِهِ؛ فظاهرُ النّصوصِ -أيضًا-: (بطلانُ هذا العملِ).

وإنْ كانَ الحاملُ للعبدِ على العملِ: (وجهَ اللهِ وحدَهُ)؛ ولكنْ (عَرَضَ لهُ الرِّياءُ في أثناءِ عملِهِ): 

   - فإنْ (دفعَهُ وخلَّصَ إخلاصَهُ للهِ)؛ لمْ يضرُّهُ.

  - وإنْ (سَاكنَهُ واطمأنَّ إليهِ)؛ نقُصَ العملُ، وحصلَ لصاحبِهِ منْ ضعفِ الإيمانِ والإخلاصِ بحسبِ ما قامَ في قلبِهِ منَ الرِّياءِ، وتقاوُمِ العملِ للهِ وما خالطَهُ منْ شائبةِ الرِّياءِ". انتهى.

* ص: 219، ط1، 1425هـ‍‍‍‍‍‍، تحقيق : صبري شاهين، دار الثّبات، الرّياض.

الثلاثاء 10 صفر 1444هـ