هَلْ لِلْمِرْأَةٍ أَجْرٌ إذَا أَنْفَقَتْ عَلَىٰ زَوجِهَا وَأَولَادِهَا؟.. أحاديث شريفة



بسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم..
هَلْ (لِـلْمِرْأَةٍ) أَجْرٌ إذَا أَنْفَقَتْ مِنْ (مَالِهَا) عَلَىٰ زَوجِهَا وَأَولَادِهَا؟

في "صحيح البخاريّ"،  69- كتاب النّفقات، بَابُ {وَعَلَى الوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ} [البقرة: 233] وَهَلْ عَلَى المَرْأَةِ مِنْهُ شَيْءٌ، (5369):
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنها، قَالَتْ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلْ لِي أَجْرٌ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ؟
وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا، إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ!
فَقَالَ: ((نَعَمْ! لَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ))!
- وعندَ مسلمٍ: ((نَعَمْ! لَكِ فِيهِمْ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ))!

في "صحيح ابن حبّان"، كِتابُ الرَّضاعِ، بابُ النّفَقَة، وصحَّحَهُ والدِي -رحمَهُ اللهُ- في "التّعليقات الحسان"،  (4233):
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ رَيْطَةَ  -امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أُمِّ وَلَدِهِ-
وَكَانَتِ امْرَأَةً صَنَاعًا، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ مَالٌ!
وَكَانَتْ تُنْفِقُ عَلَيْهِ وَعَلَى وَلَدِهِ مِنْ ثَمَرَةِ صَنْعَتِهَا، وَقَالَتْ:
وَاللهِ! لَقَدْ شَغَلْتَنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ عَنِ الصَّدَقَةِ؛ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَصَدَّقَ مَعَكُمْ!
فَقَالَ: مَا أُحبُّ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكِ فِي ذَلِكَ أَجْرٌ أَنْ تَفْعَلِي!
فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَهِيَ، فَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي امْرَأَةٌ، وَلِيَ صَنْعَةٌ، فَأَبِيعُ مِنْهَا؛ وَلَيْسَ لِي وَلَا لِزَوْجِي وَلَا لِوَلَدِي شَيْءٌ!
وَشَغَلُونِي؛ فَلَا أتصدَّقُ؛ فَهَلْ لِي فِي النَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ مِنْ أَجْرٍ؟
فَقَالَ: (لَكِ فِي ذَٰلِكَ أَجْرٌ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيهِمْ؛ فَأَنْفِقِي عَلَيْهِمْ))!

وفي الحديثِ المتَّفقِ على صحَّتِهِ:
عَنْ زَيْنَبَ؛ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ:
كُنْتُ فِي المَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
((تَصَدَّقْنَ؛ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ))!
وَكَانَتْ زَيْنَبُ تُنْفِقُ عَلَى عَبْدِ اللهِ، وَأَيْتَامٍ فِي حَجْرِهَا!
قَالَ: فَقَالَتْ لِعَبْدِ اللهِ: سَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَيَجْزِي عَنِّي أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْكَ وَعَلَى أَيْتَامٍ فِي حَجْرِي مِنَ الصَّدَقَةِ؟
فَقَالَ: سَلِي أَنْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَوَجَدْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى البَابِ، حَاجَتُهَا مِثْلُ حَاجَتِي!
فَمَرَّ عَلَيْنَا بِلاَلٌ، فَقُلْنَا: سَلِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَيَجْزِي عَنِّي أَنْ أُنْفِقَ عَلَى زَوْجِي، وَأَيْتَامٍ لِي فِي حَجْرِي؟ وَقُلْنَا: لاَ تُخْبِرْ بِنَا.
فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: ((مَنْ هُمَا؟))
قَالَ: زَيْنَبُ.
قَالَ: ((أَيُّ الزَّيَانِبِ؟))
قَالَ: امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ.
قَالَ: ((نَعَمْ! لَهَا أَجْرَانِ: أَجْرُ القَرَابَةِ، وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ))!
- - -
الإثنين 29 رجب 1436هـ‍