بسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم..
"مِثَالٌ عَلىٰ ضَرُورَةِ (السُّنّةِ)
لِفَهْمِ (القُرْآن)"!...
مِنْ كَلامِ الوالدِ الإمَامِ (الألبانيِّ) في
كتابِهِ:"منزلة السُّنّة في الإسلام".
الحَمدُ
للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ علىٰ رسولِ اللهِ، وبعدُ:
•
قالَ والدي -رحمهُ اللهُ تعالىٰ- في كتابِهِ: "منزلة السُّنّة في الإسلام"
(1):
"ضرورةُ (السُّنّةِ) لِفَهْمِ
(القُرْآنِ)، وأمثلةٌ على ذلكَ:
وقولُهُ تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ
فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}[المائدة: 38] مثالٌ
صالحٌ لذلكَ!
فإنَّ {السَّارِقُ} فيه مطْلَقٌ؛ كـ (اليدِ)
فبيَّنَتِ (السُّنَّةُ القوليَّةُ) الأوَّلَ
منهُما، وقيَّدتْهُ بـ(السَّارقِ الَّذي يسْرِقُ ربعَ دينارٍ) بقولِهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّم : ((لا قَطْعَ إِلَّا فِي رُبْعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا))(2)[أخرجهُ
الشّيخان].
كما بيَّنَتِ الآخرَ بفعلِهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّم، أو فعلِ أصحابِهِ وإقرارِهِ
فإنَّهمْ كانوا يقْطَعونَ (يد السَّارقِ)
من عندِ الـمِفْصَل؛ كما هوَ معروفٌ في كتبِ الحديثِ
وبيَّنَتِ (السُّنَّةُ القوليَّةُ) (اليدَ)
المذكورةَ في آيةِ التَّيمُّمِ:
{فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ}
[النّساء: 43، المائدة: 6]؛ بأنَّها (الكفُّ) أيضًا بقولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:
((التَّيَمُّمُ ضَرْبَةً لِلْوَجْهِ والكَفَّينِ))(3)" اهـ
((التَّيَمُّمُ ضَرْبَةً لِلْوَجْهِ والكَفَّينِ))(3)" اهـ
[أخرجَهُ أحمدُ والشّيخانِ وغيرُهم من حديثِ
عمَّارَ بن ياسرٍ، رضي اللهُ عنهما].
• وبعدَ أنْ ساقَ -رحمهُ الله تعالىٰ-
أمثلةً أخرىٰ قائلًا:
"وإليكُمْ بعضَ الآياتِ الأخرىٰ
الَّتي لم يُمْكنْ فهمُها فهمًا صحيحًا علىٰ مرادِ اللهِ تعالىٰ إلَّا مِنْ (طريقِ
السُّنّةِ)!" اهـ
قالَ:
"وممَّا تقدَّم يتبيَّنُ لنا -أيُّهَا
الإخْوةُ- أهميَّةَ (السُّنَّةِ) في (التَّشريعِ الإسلاميِّ)!
فإنَّنا إذا أعَدْنَا النَّظرَ في الأمثلةِ
المذكورةِ -فضْلًا عنْ غيرِها مـمَّا لمْ نذكُرْ- نتيقَّنُ أنَّه لا سبيلَ إلٰى (فهْمِ
القُرآنِ الكريمِ) فهْمًا إلَّا مقرونًا بـ(السُّنَّةِ)!" اهـ
رحمَ اللهُ الوالدَ وأحسنَ إليه، علىٰ
هذا البيانِ!
(1) من (ص: 7 و9)، ط 1 (1425)، مكتبة
المعارف.
(2) ((لَا تُقْطَعُ يَدُ السَّارِقِ
إِلَّا فِي رُبْعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا)).
(3) لفظ البخاريّ: ((فَضَرَبَ
بِكَفِّهِ ضَرْبَةً عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ نَفَضَهَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا ظَهْرَ
كَفِّهِ بِشِمَالِهِ أَوْ ظَهْرَ شِمَالِهِ بِكَفِّهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا
وَجْهَهُ)).
- - -
الخميس 21 جمادى الأولى 1436هـ