بسمِ
اللهِ الرّحمن الرّحيم..
أَثَرٌ لِمَنْ يَتَلَقَّفُونَ الأَقَاويلَ!...
• روَى مُسلِمٌ -رحمَهُ اللهُ- في
"مقدِّمةِ صحيحهِ"، في بَابِ النَّهْيِ عَنْ الرِّوايَةِ عَنِ
الضُّعفَاءِ والِاحْتِياطِ في تحمُّلِها:
عَن عَبْدِ اللهِ ابْن مسعودٍ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ، قَالَ:
"إِنَّ (الشَّيْطَانَ) لَيَتَمَثَّلُ
فِي صُورَةِ (الرَّجُلِ)!
فَيَأْتِي الْقَوْمَ، فَيُحَدِّثُهُمْ
بِالْحَدِيثِ مِنَ (الْكَذِبِ)! فَيَتَفَرَّقُونَ
فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ:
سَمِعْتُ رَجُلًا أَعْرِفُ وَجْهَهُ وَلَا أَدْرِي مَا اسْمُهُ؛ يُحَدِّثُ"!!
• جاءَ في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة
المصابيح": (7/ 3051):
"(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَتَمَثَّلُ فِي صُورَةِ
الرَّجُلِ)؛ أَيْ: أَحْيَانًا.
(فَيَلْقَى الْقَوْمَ)؛ أَيْ: جَمَاعَةً.
(فَيُحَدِّثُهُمْ بِالْحَدِيثِ مِنَ الْكَذِبِ،
فَيَتَفَرَّقُونَ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ: سَمِعْتُ رَجُلًا أَعْرِفُ وَجْهَهُ)؛
أَيْ: رَسْمَهُ.
(وَلَا أَدْرِي مَا اسْمُهُ)؛ أَيْ: وَصْفَهُ.
(يُحَدِّثُ)؛ أَيْ: كَذَا وَكَذَا.
وَظَاهِرُهُ أَنَّهُ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَقْبَحِ أَنْوَاعِ الْكَذِبِ؛
حَتَّى عُدَّ كُفْرًا!
فَلِهَذَا يَعْتَنِي بِهِ رَئِيسُهُمْ،
وَيَتَصَوَّرُهُ بِصُورَةٍ حِسِّيَّةٍ تَقْوِيَةً لِلْوَسْوَسَةِ الدَّاخِلِيَّةِ الْمَعْنَوِيَّةِ!
فَكَانَ الْأَنْسَبُ إِيرَادَهُ فِي بَابِ
الِاعْتِصَامِ.
وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يُرَادَ بِهِ:
- (مُطْلَقُ خَبَرِ الْكَذِبِ)!
- أَوْ مَا يَتَفَرَّعُ عَلَيْهِ الْفَسَادُ؛
مِنْ نَحْوِ: (الْبُهْتَانِ وَالْقَذْفِ وَأَمْثَالِهِمَا)!
وَالْمُرَادُ بِـ(الشَّيْطَانِ): وَاحِدٌ
مِنَ الْجِنْسِ.
قَالَ الطِّيبِيُّ: وَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى:
- التَّحَرِّي فِيمَا يُسْمَعُ مِنَ الْكَلَامِ!
- وَأَنْ يُتَعَرَّفَ مِنَ الْقَائِلِ؛
أَهْوَ (صَادِقٌ) يَجُوزُ النَّقْلُ عَنْهُ؟
أَوْ (كَاذِبٌ) يَجِبُ الِاجْتِنَابُ عَنْ
نَقْلِ كَلَامِهِ؟ عَلَى مَا وَرَدَ: ((كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ
مَا سَمِعَ)). رَوَاهُ مُسْلِمٌ" اهـ
واللهُ تعالى أعلم.
- - -
الثّلاثاء 12 جمادى الأولى 1436هـ