"عَلامَ تَشْكُرُنَا! ونحنُ نَرى أنَّ لِلْجَاهِ زكاةٌ"!...من كتاب "تاريخ بغداد




بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيمِ
"عَلامَ تَشْكُرُنَا! ونحنُ نَرَى أنَّ لِلْجَاهِ زكاةٌ"!...

جَاءَ في كتابِ: "تَاريخ بغْدادَ":
"عن أَبي مُزَاحِمٍ مُوسَى بنِ عُبَيْدِ اللهِ بن يَحْيَى بنِ خاقَانَ المقرئِ الخاقانيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
حَضَرتُ الْحَسَنَ بنَ سَهلٍ، وجاءَهُ رجلٌ يَسْتَشْفعُ[1] بِهِ فِي حَاجةٍ، فقضَاهَا
فأقْبَلَ الرَّجُلُ يَشْكرُهُ!
فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بنُ سهلٍ:
عَلامَ تَشْكُرُنَا! ونحنُ نَرَى أنَّ لِلْجَاهِ زكاةٌ، كَما أنَّ للمَالِ زكاةٌ!
ثُمَّ أنشَأَ الْحَسَنُ، يَقُولُ:
فُرِضَتْ عَلَيَّ زكاةُ ما ملَكَتْ يَديْ ... وزكاةُ جَـــــاهِي أنْ أُعِينَ وأَشْفَعَا!
فإذَا ملَكْتَ فجُـــــدْ فإنْ لم تَستَطعْ ... فاجْهَدْ بوُسْعِكَ كُلِّهِ أنْ تنْفَعَا!!" اهـ‍
(7/332-333)، ط1 (1417هـ‍)، دار الكتب العلميَّة - بيروت.
- - -
الأحد  27ربيع الأوّل 1436هـ‍ـ


[1] - الشّفاعةُ المقصودةُ في هذا الموضوعِ هي من جنسِ ما قالَهُ العلَّامَةُ السَّعديُّ -رحمهُ اللهُ- في تفسيرِهِ لقولِهِ تعالى في سورةِ النِّساء: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا}(85): "المرادُ بالشَّفاعَةِ -هُنا-: المعاونةُ على أمرٍ من الأمُورِ..."اهـ‍ـ‍