بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم..
"أَصْنَافُ النّاسِ"!..
• عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعريُّ، رضِيَ
اللهُ عَنْهُ، قالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((إِنَّ اللَّهَ تَعَالى خَلَقَ آدَمَ
مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ
فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ
الْأَرْضِ:
مِنْهُمُ الْأَحْمَرُ، وَالْأَبْيَضُ،
وَالْأَسْوَدُ، وَبَيْنَ ذَلِكَ
وَالسَّهْلُ، وَالْحَزْنُ،
وَالْخَبِيثُ، وَالطَّيِّبُ))!
رَوَاهُ أَحْمَد وَالتِّرمِذِيُّ
وَأَبُو دَاوُد، وصحَّحَهُ الوالدُ -رحمَهُمُ اللهُ-. يُنظر: "سلسلتهُ
الصحيحة"، (1630).
• قالَ العلامةُ الخطَّابيُّ -رحمَهُ
اللهُ- في كتابهِ "العزلة"*، معلِّقًا على هذا الحديثِ الشّريفِ:
قَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ النَّاسَ (أَصْنَافٌ وَطَبَقَاتٌ)!
وَأَنَّهُمْ إِلَى تَفَاوُتٍ فِي (الطِّبَاعِ
وَالْأَخْلَاقِ)!
فَمِنْهُمُ (الْخَيِّرُ الْفَاضِلُ)؛ وَالَّذِي
يُنْتَفَعُ بِصُحْبَتِهِ!
وَمِنْهُمُ (الرَّدِيءُ النَّاقِصُ)؛ الَّذِي
يَتَضَرَّرُ بِقُرْبِهِ وَعِشْرَتِهِ!
كَمَا أَنَّ الْأَرْضَ مُخْتَلِفَةُ الْأَجْزَاءِ
وَالتُّرَابِ!
فَمِنْهَا (الْعَذَاةُ الطَّيِّبَةُ)؛
الَّتِي يَطِيِبُ نَبَاتُهَا، وَيَزْكُو!
وَمِنْهَا (السِّبَاخُ الْخَبِيثَةُ)؛
الَّتِي يَضِيعُ بِزْرُهَا، وَيَبِيدُ زَرْعُهَا!
وَمَا بَيْنَ
ذَلِكَ عَلَى حَسْبِ مَا يُوجَدُ مِنْهَا حِسًّا، وَيُشَاهَدُ عِيَانًا!" اهـ
*(ص: 53)، ط2 (1399هـ)، المطبعة
السلفية - القاهرة
- معاني:
(الْعَذَاةُ): "(عَذَيَ):
الْعَيْنُ وَالذَّالُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أُصَيْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى طِيبِ
تُرْبَةٍ!"اهـ. "مقاييس اللّغة" (4/ 258).
(السِّبَاخُ): "..جَمْعُ سَبَخَةٌ؛ وهيَ الأَرضُ
التي تعْلُوهَا الملُوحَةُ، ولا تكَادُ تُنْبِتُ إِلاَّ بعضَ الشَّجَرِ!"اهـ.
"لسان العرب"، (3/ 23)
-------
الأربعاء 11 صَفَر 1436هـ