"(وُفُورُ الْعَقْلِ)، وَ(ظُهُورُ الْفَضْلِ)؛ يَقْتَضِي مِنْ حَالِ صَاحِبِهِ (قِلَّةَ إخْوَانِهِ)!"...من كتاب "أدب الدّنيا والدّين"، للماورديّ



بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم..
"(وُفُورُ الْعَقْلِ)، وَ(ظُهُورُ الْفَضْلِ)؛ يَقْتَضِي مِنْ حَالِ صَاحِبِهِ (قِلَّةَ إخْوَانِهِ)!"...

• جاء في كتابِ: "أدب الدُّنيا والدِّين":
"وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ:
لِيَكُنْ غَرَضُكَ فِي (اتِّخَاذِ الْإِخْوَانِ) وَ(اصْطِنَاعِ النُّصَحَاءِ):
- تَكْثِيرَ (الْعُدَّةِ)؛ لَا تَكْثِيرَ (الْعِدَّةِ)!
- وَتَحْصِيلَ (النَّفْعِ)؛ لَا تَحْصِيلَ (الْجَمْعِ)!
فَـ(وَاحِدٌ) يَحْصُلُ بِهِ الْمُرَادُ؛ خَيْرٌ مِنْ (أَلْفِ) تُكَثِّرُ الْأَعْدَادَ!
وَإِذَا كَانَ (التَّجَانُسُ وَالتَّشَاكُلُ) مِنْ:
(قَوَاعِدِ الْأُخُوَّةِ)!
وَ(أَسْبَابِ الْمَوَدَّةِ)!
كَانَ (وُفُورُ الْعَقْلِ)، وَ(ظُهُورُ الْفَضْلِ)؛ يَقْتَضِي مِنْ حَالِ صَاحِبِهِ (قِلَّةَ إخْوَانِهِ)!
لِأَنَّهُ يَرُومُ مِثْلَهُ! وَيَطْلُبُ شَكْلَهُ!
وَأَمْثَالُهُ مِنْ ذَوِي (الْعَقْلِ وَالْفَضْلِ)؛ أَقَلُّ مِنْ أَضْدَادِهِ مِنْ (ذَوِي الْحُمْقِ وَالنَّقْصِ)!
لِأَنَّ (الْخِيَارَ) فِي كُلِّ شَيْءٍ هُوَ (الْأَقَلُّ)!!
فَلِذَلِكَ؛ قَلَّ (وُفُورُ الْعَقْلِ وَالْفَضْلِ)!
وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَك مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}[الحجرات: 4].
فَقَلَّ -بِهَذَا التَّعْلِيلِ- إخْوَانُ أَهْلِ الْفَضْلِ؛ لِقِلَّتِهِمْ!
وَكَثُرَ إخْوَانُ ذَوِي النَّقْصِ وَالْجَهْلِ؛ لِكَثْرَتِهِمْ!" اهـ‍
(ص: 171)، ط: دار مكتبة الحياة.
-------
الثلاثاء 10 صَفَر  1436هـ‍