بسمِ اللهِ
الرَّحمَٰنِ الرَّحِيم...
((وَدِدْتُ
أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا))!
• في "صحيح
مُسلم"، كِتابُ الطَّهَارةِ، بَابُ اسْتحْبَابِ إِطَالَةِ الغُرَّةِ
وَالتَّحْجِيلِ فِي الوُضُوءِ، 39 - (249):
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلم أَتَى الْمَقْبَرَةَ،
فَقَالَ:
((السَّلَامُ
عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ
وَدِدْتُ
أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا))!
قَالُوا:
أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ!
قَالَ: ((أَنْتُمْ
أَصْحَابِي، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ))!
فَقَالُوا:
كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟!
فَقَالَ:
((أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ
دُهْمٍ بُهْم؛ٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟
قَالُوا:
بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ!
قَالَ: ((فَإِنَّهُمْ
يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ! وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ!
أَلَا
لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ!
أُنَادِيهِمْ: أَلَا هَلُمَّ!
فَيُقَالُ:
إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا))!
• جَاءَ
في "شرح السّيوطيّ على مسلم"، (2/ 34)":
"(قَالَ
أَنْتُم أَصْحَابِي): قَالَ الْبَاجِيّ: لَيْسَ نفيًا لأُخُوَّتهِم؛ وَلَكِنْ ذَكَرَ
مَزِيَّتَهُمُ الزَّائِدَةَ بالصُّحْبَةِ!
فَهَؤُلَاءِ
(إخْوَةٌ وصَحَابةٌ)، وَالَّذين لم يَأْتُوا (إخْوَة) لَيْسُوا بصَحَابَةٍ.
(دُهْمٍ):
جَمْعُ أَدْهَم، وَهُوَ الْأسْودُ.
(بُهْم؛):
قيلَ: هِيَ السُّودُ، وَقيلَ: البَهِيمُ الَّذِي لَا يُخَالِطُ لَونَهُ لَونًا سِواهُ؛
سَوَاءٌ كَانَ أسْودَ أَو أَبيضَ أَو أَحْمَر.
(وَأَنَا
فَرَطُهُمْ): أَي: أتَقَدَّمُهُم إِلَى الْحَوْضِ!" اهـ
- - -
الأربعاء
2 ربيع الأوّل 1436هـ