جلبابُنا إخلاصٌ ومتابعةٌ


بسمِ الله الرحمن الرّحيم

الحمدُ للهِ والصّلَاةُ والسّلَامُ على رسولِ اللهِ، أما بعد:
فهذهِ فقرةٌ كتبْتُها في كتابي: "الأفضليّةُ لسترِ المرأةِ وجهها وكفّيها لَا لكشفِهما اسْتنارةً بفقهِ والدي" رحمَهُ اللهُ،  (ص: 90).
أسألُ اللهَ أن ينفعَ بها:
 • جلبابُنا إخلاصٌ ومُتابَعةٌ!
قالَ رَبُّنا -تبارَكَ وتعالىٰ- في سورةِ (الأحزابِ) -آمرًا النّساءَ المؤمناتِ بعبادةِ الحجابِ-:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الأحزاب : 59]
وقالَ -سُبحانَهُ- في سورةِ (الأنعام):
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)}
وقالَ -عزَّ مِنْ قائلٍ- في سورةِ (الـمُلْك): {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2}
"قَالَ الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، في قولِهِ تعالىٰ: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}: أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ.
فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ خَالِصًا ولَمْ يَكُنْ صَوَابًا؛ لَمْ يُقْبَلْ.
وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا؛ لَمْ يُقْبَلْ حَتَّىٰ يَكُونَ خَالِصًا.
وَالخَالِصُ؛ إِذَا كَانَ للهِ.
وَالصَّوَابُ؛ إِذَا كَانَ عَلَى السُّنَّةِ" اهـ‍([1]).
قالَ الإمامُ ابنُ تيميةَ رحمَهُ اللهُ: "وَلِهَٰذَا كَانَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الحَدِيثِ يَقُولُونَ: إنَّ الأَصْلَ فِي العِبَادَاتِ التَّوقِيفُ؛ فَلَا يُشْرَعُ مِنْهَا إلَّا مَا شَرَعَهُ اللهُ تَعَالَىٰ؛ وَإِلَّا دَخَلْنَا فِي مَعْنَىٰ قَوْلِهِ:
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}   (الشورىٰ: مِنَ الآية  ٢١)" اهـ‍ ([2]).
قالَ والدي رحمةُ اللهِ عليهِ: "تُريدُ أنْ تتقرَّبَ إلى اللهِ؟ تتقرَّبُ إلى اللهِ بما شرَعَ اللهُ، وفي حُدُودِ ما سَنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؛ سواءٌ مِنَ الأُصُولِ والقواعدِ، أوِ الأحكامِ والفروعِ" اهـ‍ بتصرُّفٍ يسيرٍ جدًّا([3]).
فمِنَ الأمورِ التي ينبغي أن تنبضَ لها قُلوبُنا ومشاعرُنا -معشرَ المسلماتِ- أنّنا حينما نرتدي جِلْبَابَنا؛ فإنَّما نحنُ في (عبادةٍ للهِ)، وأنَّهُ (عملٌ صالِحٌ) لَا يقبَلُهُ اللهُ مِنَّا إلَّا بـ:
¤ الإخلَاصِ لَهُ سُبحانَه.
¤ ومُوافَقةِ هدْيِ نبيِّنا عليهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ.
انتهت الفقرة، بحمدِ الله.
كتبتْهُ: حسَّانةُ بنتُ محمّدٍ ناصر الدّين بن نوحٍ الألبانيّ.
الأحد 26 شعبان 1441هـ‍.


([1]) "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (8/ 95).
([2]) "مجموع فتاوىٰ شيخ الإسلام أحمد بن تيميّة" (29/ 17).
([3]) "سلسلة الهدىٰ والنّور" (شريط: 1099، د 12 وثا 56).