(سَمِعَ) حرفٌ منَ الحروفِ الَّتي تُشبهُ الأَضدادَ



بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم

جاءَ في كتابِ: "الأضْدَاد"**، لابْنِ الأنباريّ، في مادَّة (سَمِع):
"(وسَمِعَ): حرفٌ منَ  الحُروفِ الَّتي تُشْبِهُ (الأَضْدادَ)؛
- يكونُ بمَعْنَى: وَقَع الكلامُ في أُذنِهِ، أَو قلبه،
- ويكونُ (سَمِعَ)؛ بمَعْنَى: أَجابَ،
من ذلكَ قولهم: "سَمِعَ اللهُ لمنْ حمِدَه"
معناهُ: أَجابَ اللهُ مَنْ حَمِدَه،

ومِنْ هذا: قولُهُ -عزَّ وجلّ-: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة: 186]
 قالَ بعضُ أَهلِ العلْمِ: معناهُ: أَسمعُ دُعاءَ الدَّاعي إِذا دعَانِ.

وقالوا: يكونُ (سَمِعَ) بمَعْنَى: (أَجابَ)، و(أَجابَ) بمَعْنَى: (سمِع)،
كقولِكَ للرَّجُلِ: دعَوْتُ مَنْ لَا يجيبُ؛ أَي: دعَوْتُ مَنْ لَا يسمعُ.

وأَنشدَنا أَبو العبَّاس:
دَعَوتُ اللهَ حتَّى خِفتُ ألاَّ ... يكُونَ اللهُ يَسْمَعُ ما أَقُولُ!
أَرادَ: يجيبُ ما أَقولُ.

وقالَ جماعةٌ من المفسِّرين: معْنى الآية: أُجيبُ دعوةَ الداعِ إِذا دعانِ فيما الخيَرَةُ للدَّاعي فيه؛ لأَنَّه يقصدُ بالدعاءِ قَصْدَ صلَاحِ شأْنه؛ فإذا سَأَلَ ما لَا صلَاحَ لهُ فيهِ؛ كان صَرْفُهُ عنهُ إجابةً لهُ في الحَقِيقة". انتهى.ـ‍
** (ص: 136- 137)، ط (1407)، ت: محمّد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصريّة، بيروت.