الأدلَّةُ
التي ساقَها الإمامُ مُحمّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ على مرتَبَةِ الإحسانِ
بسمِ
اللهِ الرّحمن الرّحيم
الأدلَّةُ
التي ساقَها الإمامُ مُحمّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ -رحمَهُ اللهُ تعالى- على (مرتَبَةِ
الإحسانِ)، في متن "ثلَاثةِ الأُصول"، في الأصلِ الثَّاني: معرفةُ دينِ
الإسلَامِ بالأدلَّة:
قالَ -رحمَهُ اللهُ تعالى-:
"الْمَرْتَبَةُ
الثَّالِثَةُ: الإِحْسَانُ
رُكْنٌ
وَاحِدٌ
وهُوَ:
أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ؛ فَإِن لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ.
• وَالدَّلِيلُ:
1-
قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم
مُّحْسِنُونَ}[النحل:
128].
2-
وقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ}{الَّذِي يَرَاكَ
حِينَ تَقُومُ}{وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}{إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[الشّعراء:
217-220].
3-
وقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ
وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ
فِيهِ}[يونس:
61].
• وَالدَّلِيلُ مِنَ السُّنَّةِ:
حَدِيثُ
جِبْرِيلَ الْمَشْهُورُ: عَنْ عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:
((بَيْنَمَا
نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذْ
طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ
لا
يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ
فَجَلَسَ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَسْنَدَ
رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ:
يَا
مُحَمَّدُ! أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ؟
فَقَالَ:
أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ
وَتُقِيمَ
الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ
اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا.
قَالَ:
صَدَقْتَ.
فَعَجِبْنَا
لَهُ؛ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ!
قَالَ:
أَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ؟
قَالَ:
أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ
الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْتَ.
قَالَ:
أَخْبِرْنِي عَنِ (الإِحْسَانِ)؟
قَالَ:
أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ؛ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ
يَرَاكَ.
قَالَ:
أَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟
قَالَ:
مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ!
قَالَ:
فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟
قَالَ:
أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ
رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ)).
قَالَ: فَمَضَى، فَلَبِثْنَا مَلِيَّا،
فَقَالَ: ((يَا عُمَرُ! أَتَدْرُونَ مَنِ السَّائِلِ؟))
قَالَ: فَمَضَى، فَلَبِثْنَا مَلِيَّا،
فَقَالَ: ((يَا عُمَرُ! أَتَدْرُونَ مَنِ السَّائِلِ؟))
قُلْنَا:
اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ!
قَالَ:
((هَذَا جِبْرِيلُ؛ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُم))". انتهى.