الاستغفارُ عُقيب الطّاعاتِ!
من كلامِ ابنِ القيّمِ
ـ رحمَهُ اللهُ تعالى ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قال ابن القيّم ـ رحمه
الله تعالى ـ: (1)
"وأرباب العزائم والبصائر أشدّ ما يكونون استغفارًا عُقَيْب الطّاعات!
لشهودهم:
• تقصيرهم فيها!
• وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه!
• وأنّه لولا الأمر لما أقدم أحدهم على مثل هذه العبوديّة، ولا رضيها
لسيده!
وقد أمر الله تعالى وفده، وحجّاج بيته
بأن يستغفروه عُقَيب إفاضتهم من عرفات؛ وهو أجلّ المواقف وأفضلها؛ فقال:
{فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ
فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ
وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ
كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ}
{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ
أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
[البقرة: 198ـ199]
وقال تعالى:
{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ
بِالأَسْحَارِ}
[آل عمران: 17]
قال الحسن: "مَدُّوا الصّلاة إلى
السّحر، ثمّ جلسوا يستغفرون الله عزّ وجلّ".
وفي الصّحيح:
أنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كان
إذا سلّم من الصّلاةِ استغفرَ ثلاثًا، ثمّ قال:
((اللهمَّ أنت السّلامُ ومنكَ السلامُ؛
تباركتَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ)). (2)
وأمره الله تعالى بـ (الاستغفار) بعد
أداء الرسالة، والقيام بما عليه من أعبائها، وقضاء فرض الحجّ، واقتراب أجله؛ فقال
في آخر سورة أنزلت عليه:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ
وَالْفَتْحُ}
{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ
فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}
{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً}.".
[النّصر: 1ـ3]
ا.هـ
.....................................
(1) في كتاب: مدارج السّالكين/ منزلة:
المحاسبة.
(2) عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ
اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا وَقَالَ:
((اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ
تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ)). انظر: صحيح مسلم/ كتاب المساجد
ومواضع الصّلاة/ باب استحباب الذّكر بعد الصّلاة وبيان صفته، رقم الحديث: 591.
الموضوع سبق نشرُهُ في المدوّنة، يوم الإثنين/ 15/ ذو
الحجّة / 1431هـ.