في معنىٰ قولِهِ تعالَىٰ: {هُدْنَـا إِلَيْكَ} سورة الأعراف: 156



في معنىٰ قولِهِ تعالَىٰ:
{هُدْنَـا إِلَيْكَ}

بسمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ...
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ علىٰ رسولِ اللهِ؛ أمَّا بعدُ:
قالَ ربُّنا -تباركَ وتعالىٰ- في سورةِ "الأعرافِ":
{وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}[الأعراف: 156]
وفي تفسيرِ {هُدْنَـا إِلَيْكَ}؛ قالَ العلَّامةُ الشّنقيطيُّ -رحمهُ اللهُ- في "العذبِ النَّميرِ"*:
"وقوله: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} العربُ تقولُ: هادَ يهودُ: إذا تَابَ ورَجَعَ.
وهٰذا هو المعنىٰ المشهورُ الصّحيحُ في هٰذِهِ الآيةِ {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ}؛ أي: تُبْنَا ورَجَعْنَا إليكَ.
وهٰذا كالتّعليلِ لـمَا قبلَهُ؛ لأنَّ التَّوبةَ والإنابةَ والرُّجوعَ إليهِ منَ الأسبابِ التي يَكتبُ اللهُ بـهَا حسنةَ الدُّنيا، وحسنةَ الآخرةِ!
العربُ تقولُ: هُدْ أيُّهَا الرَّجُلُ. تُبْ إلىٰ اللهِ منْ ذنوبِكَ وارْجِعْ.
وهادَ: أيْ: تابَ.
والـهُودُ: جمعُ (هائِدٍ)؛ وهوَ (التَّائبُ).
وقد قالَ بعضُهُمْ:
يَا رَاكِبَ الذَّنْبِ هُدْ هُدْ ... واسْجُدْ كَأَنَّكَ هُدْهُدْ!". انتهى.
واللهُ تعالى أعلمُ.
~ ~ ~
* الطّبعة الثّانية (1426هـ‍)، دار عالَـم الفوائد، الـمُجلَّدُ الرّابع، صفحة (200-201).
الثّلاثاء: 18/ ذو القعدة/ 1434هـ‍.