آثارٌ عَنْ أدبِ جوابِ الكتابِ... من صحيح الأدبِ المفردِ

آثَارٌ عَنْ أدَبِ جَوَابِ الكِتَابِ!...
(من صحيحِ الأدبِ المُفردِ)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ...
الحمدُ للهِ الذي لا إلهَ إلاَّ هوَ...
والصَّلاةُ والسّلامُ على نبيِّنَا محمّدٍ وعلى آلِهِ وسلَّمَ، أمَّا بعدُ:
جاء في "لسان العرب":
"(الأَدَبُ): الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناسِ. سُمِّيَ (أَدَبًا)؛ لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إِلى المَحامِد ويَنْهاهُم عن المقَابِح!"اهـ
وهذهِ بعضُ (الآثارِ) تأدِبُ إلى محامدَ تتعلّقُ (بجوابِ الرّسائلِ والمكاتباتِ)! انتقيتُهَا من كتابِ "الأدبِ المفرد" للإمامِ البخاريِّ -رحمهُ اللهُ- مـمَّا قدْ صحَّحهُ والدي -رحمهُ اللهُ تعالى-، وسأضعُ البابَ، ثمَّ الأثرَ، ثمَّ حكمَ الوالدِ على صحّتهِ.

• بَابُ جَوَابِ الْكِتَابِ!
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (إِنِّي لَأَرَى لِجَوَابِ الْكِتَابِ حَقًّا؛ كَرَدِّ السَّلَامِ)!
"حسن الإسنادِ".

• بَابُ الْكِتَابَةِ إِلَى النِّسَاءِ وَجَوَابِهِنَّ!
عنْ عائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ قَالَتْ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ -وَأَنَا فِي حِجْرِهَا- وَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهَا مِنْ كُلِّ مِصْرٍ، فَكَانَ الشُّيُوخُ يَنْتَابُونِي لِمَكَانِي مِنْهَا، وَكَانَ الشَّبَابُ يَتَأَخَّوْنِي فَيُهْدُونَ إِلَيَّ، وَيَكْتُبُونَ إِلَيَّ مِنَ الْأَمْصَارِ، فَأَقُولُ لِعَائِشَةَ: يَا خَالَةُ! هَذَا كِتَابُ فُلَانٍ وَهَدِيَّتُهُ، فَتَقُولُ لِي عَائِشَةُ: (أَيْ بُنَيَّةُ! فَأَجِيبِيهِ وَأَثِيبِيهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَكِ ثَوَابٌ أَعْطَيْتُكِ، فَقَالَتْ: فَتُعْطِينِي)!
"حسنُ الإسنادِ".

• بَابُ: كَيْفَ يُكْتَبُ صَدْرُ الْكِتَابِ؟
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُبَايِعُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لِعَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَأُقِرُّ لَكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ).
"صحيح الإسنادِ".

• بَابُ (أَمَّا بَعْدُ)!
- عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَرَأَيْتُهُ يَكْتُبُ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَّا بَعْدُ).
"صحيح الإسنادِ".
- عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسَائِلَ مِنْ رَسَائِلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلَّمَا انْقَضَتْ قِصَّةٌ قَالَ: ((أَمَّا بَعْدُ))!
"صحيحٌ لغيرِهِ".

• بَابُ صَدْرِ الرَّسَائِلِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ!
- عَنْ كُبَرَاءِ آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ:
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لِعَبْدِ اللهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَإِنِّي أَحْمَدُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ).
"حسنُ الإسنادِ"
- عنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيّ قَالَ: (سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ عَنْ قِرَاءَةِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؟ قَالَ: تِلْكَ صُدُورُ الرَّسَائِلِ)!
"صحيحُ الإسنادِ عن الحسنِ؛ وهو (البصريّ)".

• بَابُ: بِمَنْ يَبْدَأُ فِي الْكِتَابِ*؟
- عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَتْ لِابْنِ عُمَرَ حَاجَةٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ، فَقَالُوا: ابْدَأْ بِهِ! فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى كَتَبَ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، إِلَى مُعَاوِيَةَ).
"صحيحُ الإسنادِ"
- عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَتَبْتُ لِابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: (اكْتُبْ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَّا بَعْدُ: إِلَى فُلَانٍ).
"صحيحُ الإسنادِ".
* "أَيْ: بِنَفْسِهِ أَوْ بِالْمَكْتُوبِ إِلَيْهِ؟"اهـ‍ "فتح الباري".
~ ~ ~
السّبت: 13/ شعبان/ 1434هـ‍