أجرُ المريض!....((كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا))!

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

((كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا))!

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ!
فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا!
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((أَجَلْ! إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ))!  
قَالَ: فَقُلْتُ: ذَلِكَ لِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟
فَقَالَ: ((أَجَلْ))!
ثُمَّ قَالَ:
((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ؛ إِلَّا حَطَّ اللهُ تَعَالَى بِهِ سَيِّئَاتِهِ؛ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا))!
[متّفقٌ عليه].

جاء في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (3/ 1129):
"قَالَ الطِّيبِيُّ: شَبَّهَ حَالَ الْمَرِيضِ وَإِصَابَةَ الْمَرَضِ جَسَدَهُ، ثُمَّ مَحْوَ السَّيِّئَاتِ عَنْهُ سَرِيعًا بِحَالَةِ (الشَّجَرَةِ) وَهُبُوبِ الرِّيَاحِ الْخَرِيفِيَّةِ، وَتَنَاثُرِ الْأَوْرَاقِ مِنْهَا! فَهُوَ تَشْبِيهٌ تَمْثِيلِيٌّ. وَوَجْهُ الشَّبَهِ: الْإِزَالَةُ الْكُلِّيَّةُ عَلَى سَبِيلِ السُّرْعَةِ!
قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: وَفِيهِ إِشَارَةٌ عَظِيمَةٌ؛ لِأَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ لَا يَخْلُو عَنْ كَوْنِهِ مُتَأَذِّيًا!" اهـ‍
والحمدُ لله ربِّ العالمين.
الخميس/ 4/ شعبان/ 1434هـ‍