"قَدْ نَصَّ القُرْآنُ عَلَى النَّهْيِ عَنِ الرَّقْصِ"!...

بسم الله الرحمن الرحيم
"قَدْ نَصَّ القُرْآنُ عَلَى النَّهْيِ عَنِ الرَّقْصِ"!...
 
قال ربُّنا تبارك وتعالى:
{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا}
سورة الإسراء/ الآية رقم:37
 
وجاءَ في: "الجامعِ لأحكامِ القرآنِ"؛ للإمامِ القرطبيِّ -رحمهُ اللهُ- ما يلي:
"اسْتَدَلَّ الْعُلَمَاءُ بِهَذِهِ الآيَةِ عَلَى (ذَمِّ الرَّقْصِ وَتَعَاطِيهِ)!
قَالَ الإِمَامُ أَبُو الوَفَاءِ ابْنُ عَقِيلٍ:
قَدْ نَصَّ الْقُرْآنُ عَلَى النَّهْيِ عَنِ (الرَّقْصِ)، فَقَالَ:
{وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} وَذَمَّ الْمُخْتَالَ.
و(الرَّقْصُ): أشَدُّ المرَحَ والبَطَرِ!
أَوَ لَسْنَا الذِينَ قِسْنَا (النَّبيذَ) علَى (الخمْرِ)؛ لاتِّفاقِهَا في الإطْرَابِ وَالسُّكْرِ؟!
فَمَا بَالُنَا لَا نَقِيسُ: (القَضِيبَ وَتَلْحِينَ الشِّعْرِ مَعَهُ) عَلَى: (الطُّنْبُورِ وَالمِزْمَارِ والطَّبلِ) لاجْتِمَاعِهَا؟!
فَمَا أَقْبَحَ مِنْ ذِي لِحْيَةٍ، وَكَيْفَ إِذَا كان شيْبَةٍ، يَرْقُصُ وَيُصَفِّقُ عَلَى إِيقَاعِ الأَلْحَانِ وَالقُضْبَانِ، وَخُصُوصًا إِنْ كَانَتْ أَصْوَاتٌ لِنِسْوَانٍ وَمُرْدَانٍ!
وَهَلْ يَحْسُنُ لِمَنْ بَيْنَ يَدَيْهِ (المَوْتُ) وَ(السُّؤَالُ) وَ(الحَشْرُ) وَ(الصِّرَاطُ)، ثُمَّ هُوَ إِلَى إِحْدَى الدَّارَيْنِ، يَشْمُسُ بِالرَّقْصِ شَمْسَ البهائم! ويصفِّقُ تَصْفِيقَ النِّسْوانِ!
وَاللهِ لقدْ رَأَيْتُ مَشَايِخَ فِي عُمْرِي مَا بَانَ لَهُمْ سِنٌّ مِنَ التَّبَسُّمِ، فَضْلًا عَنِ الضَّحِكِ، مَعَ إدْمَانِ مخالَطَتي لَهُمْ".
وَقَالَ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوزِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ-:
"وَلَقَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُ الْمَشَايِخِ عَنِ الإِمَامِ الْغَزَالِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ:
"الرَّقْصُ حَمَاقَةٌ بينَ الكَتِفَينِ، لا تَزُولُ إلاَّ باللّعِبِ*!"...." ا.هـ 
~ ~ ~
* هكذا في الأصل.
السبت/18/ذو الحجّة/1433هـ