ممّا وردَ في التّرغيبِ في (الحجِّ)

ممّا وردَ في التّرغيبِ في (الحجِّ)



بسم الله الرّحمن الرّحيم


الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله؛ أمّا بعد:


فالحمد لله الّذي سنّ لعباده فرائض؛ ينطرحون فيها ذلاًّ وعبوديّةً لخالقهِمْ!


ويطرحُونَ ـ فيها ـ عن أنفسهم أثقالَ أوزارهِمْ!


ومن تلكمُ الفرائض: فريضة (الحجّ)...


هذه الفريضة الّتي فيها من (المناسك) ما تقشعرّ منه الجلود!


ومن (الأجورِ) ما يعجز العبد عن شكر ربّه الشّكور!


فمع تلك المناسك؛ وما يتبعها من أجور؛ سنمضي في قراءة الحديث التّالي؛ سائلة الله عزّ وجلّ


أن يمنّ على حجّاج بيته بالقبول.



عن ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما؛ قالَ:


كنتُ جالسًا مع النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم؛ في مسجدِ مِنى؛ فأتاهُ رجلٌ من الأنصارِ، ورجلٌ من ثقيف؛ فسلّمَا، ثمّ قالا:


يا رسولَ اللهِ! جئْنَا نسألُكَ!


فقالَ:


((إن شئْتُمَا أخبرْتُكُمَا بما جئْتُمَا تسألاَنِي عنه فعلْتُ، وإن شئْتُمَا أن أمسِكَ وتسألاني؛ فعلتُ))


فقالا: أخبِرْنا يا رسولَ اللهِ!


فقالَ الثّقفيُّ للأنصاريِّ: سلْ!


فقالَ: أخبرْنِي يا رسولَ اللهِ!


فقالَ:


((جئتَنِي تسألُنِي عن مخرَجِكَ من بيتِكَ تؤمُّ البيتَ الحرامَ، وما لكَ فيهِْ؟


وعن ركعتيكَ بعد الطّوافِ، وما لكَ فيهِمَا؟


وعن طوافكِ بين الصّفا والمروةِ، وما لكَ فيْهِ؟


وعن وقوفكَ عشيّةَ عرفة، وما لكَ فيْهِ؟


وعن رميكَ الجمارَ، وما لكَ فيْهِ؟


وعن نحرِكَ، وما لك فيه، معَ الإفاضَةِ؟))


فقال: والّذي بعثَكَ بالحقِّ! لَعَنْ هذا جئتُ أسألُكَ!


قال:


((فإنّكَ إذا خرجْتَ من بيتِكَ تؤُمُّ البيتَ الحرامَ؛ لا تضعْ ناقتُكَ خُفًّا ولا ترفعه؛ إلاَّ كتبَ [الله] لكَ به حسنة! ومحا عنكَ خطيئة!


وأمّا ركعتاكَ بعد الطَّوافِ؛ كعتْقِ رقبة من بني إسماعيلَ عليهِ السّلام!


وأمّا طوافًكَ بالصّفا والمروة؛ كعتق سبعين رقبة!


وأمّا وقوفُكَ عشيّةَ عرفة؛ فإنَّ اللهَ يهبِطُ إلى سماءِ الدُّنيا؛ فيباهِي بكُمُ الملائكةَ!


يقول: عبادِي جاؤُوني شُعْثًا من كلِّ فجٍّ عميقٍ؛ يرجونَ جنّتِي!


فلو كانتْ ذنوبُكُمْ كعدَدِ الرَّمْلِ، أو كقَطْرِ المطَرِ، أو كزَبَدِ البَحْرِ؛ لغفَرْتُها!


أفيضُوا عبادِي مغفورًا لكُمْ، ولمنْ شفعتُمْ لَهُ!


وأمّا رميُكَ الجمارَ؛ فلكَ بكُلِّ حصَاةٍ رميْتَهَا تكفيرُ كبيرةٍ من الموبقاتِ!


وأمّا نحرُكَ؛ فمذْخُورٌ لكَ عندَ ربِّكَ!


وأمّا حِلاقُكَ رأسَكَ؛ فلَكَ بكُلِّ شعرْةٍ حلَقْتَهَا حسنةٌ، وتُمْحَى عنْكَ بها خطيئةٌ!


وأمّا طوافُكَ بالبيْتِ بعْدَ ذلكَ؛ فإنَّكَ تطوفُ ولا ذَنْبَ لكَ!


يأتِي ملَكٌ حتّى يضَعَ يدَيْهِ بيْنَ كتِفَيْكَ؛ فيقول:


اعمَلْ فيمَا تَستقْبِلُ؛ فقَدْ غُفِرَ لَكَ ما مَضَى))! *


................................................................


نسأل الله من فضله...


*حديث حسن لغيره. انظر: "صحيح التّرغيب والتّرهيب"؛ رقم الحديث: 1112.



الأحد/1/ ذو الحجّة/1431هـ