الإمام الألباني يبين أن من أسباب البدعة:
الاستحسان في الدين!
بسم الله الرحمن الرحيم:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره...
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا...
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له...
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله...
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وآله وسلم...
وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار...
البدعة!...
ما أسهل انتشارها!...
وما أصعب تخلي أصحابها عنها!...
تصدى لها علماؤنا تنبيهًا وتحذيرًا!... فجزاهم الله عنا خيرًا...
ومن ضمن تلك التنبيهات والتحذيرات: بيان أسباب ولادة البدع!...
وقد وضح ذلك والدنا ـ رحمة الله عليه ـ في مقطعين كافيين ـ في نظري ـ لأولي الألباب!
بسم الله الرحمن الرحيم:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره...
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا...
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له...
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله...
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وآله وسلم...
وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار...
البدعة!...
ما أسهل انتشارها!...
وما أصعب تخلي أصحابها عنها!...
تصدى لها علماؤنا تنبيهًا وتحذيرًا!... فجزاهم الله عنا خيرًا...
ومن ضمن تلك التنبيهات والتحذيرات: بيان أسباب ولادة البدع!...
وقد وضح ذلك والدنا ـ رحمة الله عليه ـ في مقطعين كافيين ـ في نظري ـ لأولي الألباب!
قال ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم: "مناسك الحج والعمرة" *:
[[...واعلم أن مرجع هذه البدَع ـ المشار إليها ـ إلى أمور:
الأول:أحاديث ضعيفة؛ لا يجوز الاحتجاج بها، ولا نسبتها إلى: النبي صلى الله عليه وسلم.
ومثل هذا؛ لا يجوز العمل به عندنا على ما بينته في مقدمة: "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"، وهو مذهب جماعة من أهل العلم؛ كابن تيمية وغيره
.الثاني:أحاديث موضوعة، أو: لا أصل لها، خَفِي أمرها على بعض الفقهاء؛ فبنوا عليها أحكامًا، هي من صميم البدع، ومحدثات الأمور!
الثالث:اجتهادات واستحسانات! صدرت من بعض الفقهاء ـ خاصة المتأخرين منهم ـ لم يدعموها بأي دليل شرعي! بل سَاقُوها مساق المسلَّمَات من الأمور! حتى صارت سننًا تُتَّبَع!
ولا يخفى على المتبصر في دينه؛ أن ذلك مما لا يسوغ اتّباعه؛ إذ لا شرْع إلا ما شرعه الله تعالى.
وحسب المستحسِن ـ إن كان مجتهدًا ـ أن يجوز له هو العمل بما استحسنه وأن لا يؤاخذه الله به؛ أما أن يتخذ الناس ذلك شريعة، وسنة؛ فلا ثمَّ لا! فكيف وبعضها مخالف للسنة العملية...]إلخ
وقال ـ رحمه الله ـ في مطلع الشريط الأول من سلسلته الصوتية: "سلسلة الهدى والنور":
[[...ثم مما ينبغي التنبيه عليه؛ هو أن: قوله عليه السلام: ((وإيَّاكُمْ ومحدَثَاتِ الأمُورِ))؛ إنما يعني:
كل عبادة حدثت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فتكون ضلالةً! وإن كان في ظن كثير من الناس يحسبونها أنها: (حَسَنَة)!
وبحقٍّ؛ قال عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ:"كل بدعةٍ ضلالة، وإن رآها الناس حسنة"!ذلك لأن: (الاستحسان في الدين)؛ معناه أن:
هذا المستحسٍن؛ قرن نفسه مع رب العالمين! الذي ليس لأحد سواه أن يشرع؛ إلا ما شاء الله عز وجل. ولهذا قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ:
"من استحسنَ فقدْ شرَّع"! "من استحسنَ فقدْ شرَّع"!
لأنه ما يُدري هذا المستحسِن أن هذا الذي استحسنه بعقله وفكره فقط، ولم يستمدّ ذلك من كتاب ربه أو من سنة نبيه، من أين له أن يعرف أن هذا أمرٌ حسن؟!
لهذا يجب أن يكون موقفنا جميعًا من كل محدثةٍَ في الدين:
(الامتناع عنها)! بما سبق ذكره من أحاديث صحيحة]] .
انتهى كلامه رحمه الله.ـ
ــــــــــــــــــــــــــــ
* مكتبة: المعارف/ الطبعة الأولى للطبعة الجديدة/ 1420 هـ/ ص: 43.