بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم
قالَ الإمامُ ابن القيّم -رحمَهُ اللهُ- في كتابِهِ: "بدائعُ الفوائد":
"حذارِ حذارِ! منْ أمرينِ لهُما عواقبُ سُوءٍ:
- أحدُهُما: ردُّ الحقِّ؛ لمخالفتِهِ هواكَ.
فإنَّكَ تُعَاقَبُ:
• بتقليبِ القلبِ،
• وردِّ ما يرِدُ عليكَ منَ الحقِّ رأسًا،
• ولا تقبَلُهُ إلَّا إذا برزَ في قالَبِ هواكَ.
قالَ تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام : 110]
فعاقبَهُمْ على ردِّ الحقِّ أوَّلَ مرَّةٍ؛ بأنْ قلَّبَ أفئدتَهُم وأبصارَهُمْ بعدَ ذلكَ.
- والثّاني: التّهاونُ بالأمرِ إذا حضَرَ وقتُهُ.
فإنَّكَ إنْ تهاونْتَ بِهِ:
• ثبَّطَكَ اللهُ،
• وأقعدَكَ عنْ مراضيْهِ وأوامِرِهِ؛ عقوبةً لكَ.
قالَ تعالَى: {فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ} [التوبة : 83]
فمنْ سلِمَ منْ هاتَينِ الآفَتَينِ، والبليَّتَيْنِ العظيمتَيْنِ؛ فلْيَهْنِهِ السَّلامةُ" انتهى.
*ج3، ص 180-181، ط دار الفكر.
الثّلاثاء 20 صفر 1445هـ