القولُ في تأويلِ قولِهِ تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} من تفسير الطبري

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ، والصّلَاةُ والسّلَامُ على رسولِ اللهِ؛ أمَّا بعدُ:

• من تفسيرِ: "جامع البيان عن تأويل آيِ القرآن"*؛ لِلإمامِ أبي جعفرَ مُحمَّدٍ بْنِ جريرٍ الطّبريِّ، رحمَهُ اللهُ:

"- القولُ في تأويلِ قولِهِ تعالى:

{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) } [ سورة الرّعد]

- قالَ أبو جعفر:

يقولُ تعالى ذكرُهُ:

أفَالرَّبُ الذي هوَ دائمٌ لا يَبيدُ ولا يَهْلِكُ،

قائمٌ بحفظِ أرزاقِ جميعِ الخَلْقِ، متضمِّنٌ لها،

عالمٌ بهِمْ، وبما يكسِبُونَهُ منَ الأعمالِ، رقيبٌ عليهمْ،

لا يَعْزُب عنهُ شيءٌ أينَما كانُوا،

كَمنْ هوَ هالكٌ بائِدٌ، لا يَسمَعُ ولا يُبصرُ، ولا يفهمُ شيئًا،

ولا يدفعُ عنْ نفسِهِ ولا عَمَّنْ يعبدُهُ ضُرًّا، ولا يَجْلبُ إليهما نفعًا،

كلاهُما سَواءٌ؟!" اهـــــ.

* الجزء: 16، ص: 462، تحقيق: محمود شاكر، مراجعة وتخريج أحاديثه: أحمد شاكر، ط1، دار ابن الجوزيّ، القاهرة.

- - -

الأربعاء 25 ذو الحِجّة 1442 هـــــ