بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلام على رسول الله، أمَّا بعدُ:
• قالَ سبحانَهُ وتعالى:
- {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [23]}{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [24]} [الإسراء].
- {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [5]} [الأحقاف].
• لن يدركَ المرءُ أهميّةَ وجودِ (والدَيهِ) في (حياتِهِ)؛ إلَّا عندما يفقدُهما!
حينها سيعلمُ أنَّ:
- فقدَ (صوتِهما، نظرتِهما، حديثِهما، لمسةِ كفَّيهِما) لوعةٌ وقطعةٌ من العذابِ!
- وفقدانَهُ (برَّهما) أشدُّ عذابًا!
- وما كانَ منْهُ من برٍّ بهما؛ لَا يساوي شيئًا أمامَ حقِّهما، وأمامَ كونِهما سببًا في وجودِهِ في هذِهِ الدّنيا (لعبادةِ اللهِ وحَدَهُ)!
بلْ حينها:
- سيدركُ أنَّهُ لم يكنْ يتدبَّرُ الآياتِ التي تحثُّهُ على الإحسانِ إليهما حقَّ الإحسان!
- ولا يجدُ بلسمًا لغصَّةِ ضميرِهِ وندمِهِ؛ إلَّا:
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ}
{رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}
آمين
آمين
آمين...
وصلِّ اللَّهمَّ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وسلِّمْ
كتبتْهُ:حسَّانَةُ بنتُ محمَّدٍ ناصر الدّينِ بنِ نوحٍ الألبانيّ
الخميس 5 ذي الحِجَّة 1442 هـــــ.