مِنْ فتاوَى الإمامِ الألْبانيِّ عنْ حُكمِ صلَاةِ حَليقِ اللِّحْيةِ، وحُكْمِ صلَاةِ مَنْ صلَّى خَلْفَهُ


بسم الله الرّحمن الرّحيم
إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونستعينُهُ
من يهدِهِ اللهُ فلَا مضلَّ لهُ
ومن يُضللْ فلَا هاديَ لهُ
وأشهدُ أنْ لَا إلَٰهَ إلَّا اللهَ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ وأنَّ محمَّدًا عبْدُهُ ورسولُهُ
أمَّا بعدُ:
• فهذِهِ فتوى ناصعةُ البيانِ لوالدِي رحمةُ اللهِ عليهِ؛ عنْ حُكمِ صلَاةِ حليقِ اللِّحْيةِ، وحُكْمِ صلَاةِ مَنْ صلَّى خَلْفَهُ.
قيَّدْتُها -مع تصرُّفٍ يسيرٍ- من شريط "سلسلة الهدى والنّور، رقم (123)، ابتداءً من د 16 و35 ثا:
- السّائلُ: أنا شابٌّ أُصَلِّي في مسجدٍ جماعةً؛ ففي صلَاةِ التّراويح في رمضانَ؛ يَرْجعُ الإمامُ ويُقدِّمُني؛ لأنَّني أُجيدُ القراءةَ، وصوتِي -وأُشهِدُ اللهَ- صوتًا جيِّدًا.
- فما حُكمُ صلَاتي وأنا حليقٌ لِلِّحْيَةِ؟
- وما حُكمُ صلَاةِ مَنْ خَلفي؟
• والدي:  أوَّلًا: أنتَ لماذا حليقُ اللِّحيةِ؛ وقدْ خَلَقَكَ اللهُ رجلًا؟!
- السّائلُ:  واللهِ! تقصيرٌ يا شيخُ!
• والدي: لَا؛ هذَا التّقصيرُ وبخاصّةٍ أنَّ ربَّنا عزَّ وجلَّ -كما تشهدُ بنفسِكَ على نفسِكَ- قدْ منحكَ صوتًا، وقراءةً جيِّدةً، ولَا يؤمُّ القومَ إلَّا أتقنُهُمْ قراءَةً.
ولذلكَ؛ فحتَّى تكونَ مُتّقيًا لربِّكَ أوَّلًا؛ فلَا يجوزُ أنْ تمسَّ لحيتَكَ بسُوءٍ!
وثانيًا؛ حتَّى الذينَ تؤمُّهُمْ يكونونَ مُطْمئنِّينَ لِلِاقْتداءِ بكَ؛ لأنَّ هناكَ أحاديثَ كثيرةً وصحيحةً أنَّ الرَّجُلَ الذي يؤمُّ النّاسَ وهُمْ لهُ كارهونَ؛ لَا تُرفَعُ لَهُ أعمالُهُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، أو كما قالَ عليهِ الصَّلَاةُ والسَّلَام.
ولذلكَ؛ فقَبْلَ أنْ أُجيبَكَ عنْ صلَاتِكَ وصلَاةِ مَنْ خَلْفَكَ؛ لَا بُدَّ أنْ أقومَ بواجبِ تذكيرِكَ:
- بضرورةِ إعفائِكِ لِلِحِيَتِكَ!
- ولَا تغُرَّكَ الدُّنيا، ولَا يغُرَّكَ أصحابُ السّوءِ والجوِّ والسّيِّئِ، ونحوُ ذلِكَ!
ولعلَّكَ سمعْتَ -يومًا ما- قولَهُ عليهِ السّلَامُ:
((حُفُّوا الشَّارِبَ، وأَعْفُوا اللِّحَى، وخَالِفُوا اليَهُودَ والنَّصَارَى)).
فأنتَ حينما تكونُ مؤمنًا (قَلْبًا)؛ فيجبُ أنْ تكونَ مُسلمًا (ظاهرًا)!
ومِنْ علَاماتِ المسلمِ: أنْ يتَبِّعَ نبيَّهُ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ في  كُلِّ ما أمرَهُ بهِ؛ ومنْ ذلِكَ: هذا الأمرُ  في الحديثِ الصّحيحِ:
((حُفُّوا الشَّارِبَ، وأَعْفُوا اللِّحَى)).
ثُمَّ هذا يكونُ أكملُ لشبابِكَ! وأتمُّ لرجولتِكَ! لِأنَّكَ تتشبَّهُ -والحالةُ هذِهِ- بالفتياتِ، بالشَّابَّاتِ، بالنّساءِ! وهذا ممَّا لَا يليقُ بالمسلمِ؛ لأنَّ النّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ  لَعَنَ المتشبِّهينَ مَنَ الرّجالِ  بالنّساءِ، والمتشبِّهاتِ مِنَ النّساءِ بالرّجالِ.
هذِهِ نصيحةٌ، ولعلَّها تكونُ مقبولةً عندكَ؛ إنْ شاءَ اللهُ.
- السّائلُ:  إن شاء اللهُ تعالى.
• والدي: أمَّا (صلَاتُكَ): على الرَّغمِ مِنْ معصيتِكِ التي ألصقْتَها بوجْهِكَ! فهيَ صحيحةٌ!
كذلِكَ صلَاةُ المقتَدِينَ مِنْ خَلْفِكَ؛ هيَ صحيحةٌ، ولكنْ عليكَ باتِّباعِ تلكَ النّصيحة".
- السّائلُ:  إن شاء اللهُ تعالى سوفَ أُطلقُ اللّحيةَ.
• والدي: أرجو لكَ ذلِكَ".
انْتهتْ إجابةُ والدي رحمَهُ اللهُ تعالى ورزقَهُ ووالدَتي الفردوسَ الأعلى.
قيَّدْتْهُ: ابنتُهُ حَسَّانَةُ.
الخميس 6 المحرَّم 1441 للهجرة.