بسم الله الرحمن الرحيم...
قطرة من دموع... وقطرة دم!
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ:
((لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ قَطْرَتَيْنِ، وَأَثَرَيْنِ:
قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعٍ فِي خَشْيَةِ اللهِ!
وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهَرَاقُ فِي سَبِيلِ اللهِ!
وَأَمَّا الأَثَرَانِ:
فَأَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللهِ!
وَأَثَرٌ فِي فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ اللهِ!)). (1).
ومن المعاني البليغة لهذا الحديث الشريف ـ سائلة ربنا تبارك وتعالى أن يمن علينا من فضله ـ:
[(قطرة دموع):
أي: قطرة بكاء حاصلة!
(من خشية الله):
أي من شدة خوفه وعظمته المورثة لمحبته!
(في سبيل الله):
وهو بعمومه يشمل: الجهاد وغيره من سبيل الخير.
ولعل وجه إفراد (الدم) وجمع (الدموع)؛ أن: الدمع غالبًا يتقاطر ويتكاثر؛ بخلاف الدم!
وقال الطيبي: "المراد بـ: (قطرة الدموع) قطراتها فلما أضيفت إلى الجمع أفردت ثقة بذهن السامع!
وفي: إفراد الدم وجمع الدموع؛ إيذان بتفضيل إهراق الدم في سبيل الله على تقاطر الدمع بكاء!". انتهى.
(أما الأثران فأثر في سبيل الله):
كخطوة، أو غبار، أو جراحة في الجهاد، أو سواد حبر في طلب العلم!
(وأثر في فريضة من فرائض الله):
كـ: إشقاق اليد والرجل من أثر الوضوء في البرد! وبقاء بلل الوضوء!
واحتراق الجبهة من حر الرمضاء التي يسجد عليها!
وخلوف فمه في الصوم! واغبرار قدمه في الحج!] ا.هـ (2)
ــــــــــــــ
(1) [رواه الترمذي، وقال: "هذا حديث حسن غريب". وحسنه الوالد ـ رحمه الله ـ انظر: " سنن الترمذي"؛ الحديث رقم: 1669].
(2) الشرح من كتاب: "تحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي". باختصار.
الأحد/ 24 محرم/1431هـ.