لأهل القرآن... هل يُحفظ القرآن الكريم، وإن لم تفهم معانيه!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فهذا سؤال وُجِّهَ للشيخ العلامة: محمد أمان بن علي الجامي ـ رحمه الله تعالى ـ فأجاب عليه ـ بفضل الله ـ بعزيمة وبصيرة أهل العلم!
أطرحه هنا، سائلة الله تعالى أن ينفع به.
ـــــــــــــ

السؤال: 23: بم تنصح شبابنا الذين حفظوا القرآن، ثم تهاونوا فيه؟
الجواب:
لعل سبب التهاون ما سأله بعض شباب جدة وأنا في المدينة؛ لأن بعضهم يقولون لهم:
"""لا فائدة في حفظ القران إذا كنتم لا تفهمون المعاني"""!
هذا خطأ! عليك أن تحفظ كتاب الله فهمتَ أو لم تفهم!
قراءة القرآن عبادة من أفضل العبادات؛ بل أفضل العبادات على الإطلاق!
ولو كنتَ لا تفهم المعاني، فبالحرف الواحد عشر حسنات!
يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
((لا أقولُ: الم حرف؛ بل: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) (1)
هذه الحروف المقطعة التي في أوائل بعض السور ـ والله أعلم بمراده بها ـ لا نعلم معناها؛ مع ذلك نثاب على تلاوتها!
تثبيطُ الشباب عن حفظ القرآن، والحيلولة دونهم بدعوى أنهم لا يفهمون المعاني؛ فهذه دعاية سيئة! لا ينبغي أن تُقْبَلَ!
فاحفظ القرآن!
وما نسيت راجع واضبط..
وخُذ بعض المصاحف التي في الهامش تفسير لبعض الكلمات والمفردات، أو كتيب صغير: "كلمات القرآن"
واسأل أهل العلم..
واستعن بالله!".
(2)
انتهى كلامه رحمه الله تعالى، ونفع بعلمه.
ـــــــــــــــــــ
(1): إشارة لما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:
((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؛ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: الم حَرْفٌ؛ وَلَكِنْ: أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ))!.
[أخرجه البخاري في:"التاريخ"، والترمذي، بإسناد واحد. انظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة؛ رقم الحديث: (3327)، والتعليق تحت الحديث رقم:
(660)].
(2): المرجع: [28سؤالاً في الدعوة السلفية]؛ المكتبة الشاملة.