بسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم
• قالَ الإمامُ الشَّاطبيُّ -رحمَهُ اللهُ- في
منظومتِهِ: "حرز الأماني ووجه التّهاني":
- في بابِ الفتح والإمالة:
322 - كَأَبْصَارِهِمْ وَالدَّارِ ثُمَّ الحِمَارِ
مَعْ ... حِمَارِكَ وَالكُفَّارِ، وَاقْتَسْ لِتَنْضُلاَ!
- وقالَ في بيتٍ آخرَ، في بابِ مذاهبهم في الرّاءات:
354 - وَمَا لِقِيَاسٍ فِي القِرَاءة مَدْخَلٌ ... فَدُونَكَ مَا فِيهِ الرِّضاَ مُتَكَفِّلاَ!
• جاء في "الوافي في شرح الشاطبيّة" في التّوفيقِ
بينَ: "وَاقْتَسْ لِتَنْضُلاَ"،
و"وَمَا لِقِيَاسٍ فِي الْقِرَاءة مَدْخَلٌ":
"المعْنى: لَا يجوزُ ترقيقُ الرَّاءِ التي بعدها
كسرةٌ أو ياء؛ قياسًا على ترقيق الراءِ التي قبلها كسرةٌ أو ياء؛
إذ (ليسَ للقياسِ مدخلٌ في القراءةِ)
لأنَّ جميعَ الأوجهِ والقراءاتِ؛ إنَّما تعتمدُ على:
- النَّقلِ المتواترِ.
- والتَّلقي الصَّحيحِ المضبوطِ.
فالْزَمْ ما نُقِلَ عن الأئمَّةِ، وارتضوهُ منْ تفخيمٍ
وترقيقٍ،
واعْملْ على نقلِهِ لغيركِ.
وقدْ يقالُ: إنَّ بينَ هذا البيتِ(*) وبينَ قولِهِ
في بابِ الإمالةِ: "وَاقْتَسْ لِتَنْضُلاَ"؛ تناقضًا!
لأنَّ هذا البيتَ نفَى القياسَ في القراءةِ!
وقوله: "وَاقْتَسْ لِتَنْضُلاَ" أمرٌ بالقياسِ فيها
فبينَ قوليْهِ تدافعٌ!
ويمكنُ دفعُ التَّناقُضِ؛ بأنَّ: المرادَ بالقياسِ
المنفيِّ -هنا- قياسُ قاعدةٍ كُلِّيَّةٍ على أُخْرَى مثلِها.
والمرادُ بالقياسِ المأمورِ بهِ -هناك-: قياسُ الأمثلةِ بعضِها على بعضٍ
والمرادُ بالقياسِ المأمورِ بهِ -هناك-: قياسُ الأمثلةِ بعضِها على بعضٍ
فلَا تناقُضَ بينَ الموضِعَينِ" انتهى.
* (ص: 139)، ط11، 1437هـ،
دار السّلام، القاهرة. الاسكندريّة.
(*) أي البيت رقم (354)،
وفيه: "وَمَا لِقِيَاسٍ فِي الْقِرَاءة مَدْخَلٌ".
- - -
جمعتْهُ: حسَّانة، الأحد
16 ذو القعدة 1439هـ