بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
• جاءَ في "الوافي في شرح الشاطبية"،
(ص: 185) عنْ حُكْمٍ (للـبزِّيِ) الرّاوي عنِ (ابْنِ كثيرٍ) -رحمَهما اللهُ-:
"قرأ (البزِّيُّ) بتشديدِ (التَّاءِ) وصلًا في الفعلِ
المضارعِ، في أحدَ وثلَاثينَ موضعًا باتِّفاقٍ، وموضعينِ باخْتِلَاف" اهـ
• وهذهِ المواضعُ في متنِ "الشَّاطبية"، في الأبياتِ التّالية:
526- وَفي الْوَصْلِ لِلْبَزِّيِّ شَدِّدْ (تَيَمَّمُوا) ... وَتَاءَ
(تَوَفَّى) فِي النِّسَا عَنْهُ مُجْمِلاَ
527 - وَفي آلِ عِمْرَانٍ لَهُ (لاَ تَفَرَّقُوا) ... وَالأَنْعَامُ فِيهاَ (فَتَفَرَّقَ) مُثِّلاَ
528 - وَعِنْدَ الْعُقُودِ التَّاءُ في (لاَ
تَعَاَوَنُوا) ... وَيَرْوِى ثَلاَثاَ فِي (تَلَقَّفُ)
مُثَّلاَ
529 - (تَنَزَّلُ) عَنْهُ أَرْبَعٌ وَ(تَنَاصَرُونَ)
نَارًا (تَلَظَّى) (إِذْ تَلَقَّوْنَ) ثقِّلاَ
530 - (تَكَلَّمُ) مَعْ حَرْفَيْ (تَوَلَّوْا)
بِهُودِهَا ... وَفي (نُورِهَا وَالإمْتِحاَنِ) وَبَعْدَلاَ
531 - في (الأَنْفَالِ) أَيْضًا ثُمَّ فِيهَا (تَنَازَعُوا)
... (تَبَرَّجْنَ) في الأَحْزَابِ مَعْ أَنْ (تَبَدَّلاَ)
532 - وَفي (التَّوْبَةِ) الْغَرَّاءِ (هَلْ
تَرَبَّصُونَ) عَنْهُ وَجَمْعُ السَّاكِنَيْنِ هُنَا انْجَلَى
533 - (تَمَيَّزَ) يَرْوِي ثُمَّ حَرْفَ (تَخَيَّرُونَ)
عَنْهُ (تَلَهَّى) قَبْلَهُ الْهَاءَ وَصَّلاَ
534 - وَفي الْحُجُراتِ التَّاءُ فِي (لِتَعَارَفُوا)
... وَبَعْدَ
وَلاَ حَرْفَانِ مِنْ قَبْلِهِ جَلاَ
535 - وَكُنْتُمْ (تَمَنَّوْنَ) الَّذِي مَعْ (تَفَكَّهُونَ)
عَنْهُ عَلَى وَجْهَيْنِ فَافْهَمْ مُحَصِّلاَ.
• وجاءَ في "الوافي"، (ص: 186)،
عنِ البيتِ الأخير، رقم (535):
"وأمَّا الموضعانِ المختلفُ عنهُ
فيهِما؛ فهُما:
1- {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ
الْمَوْتَ} بـ "آل عمران"
2- {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} في "الواقعة".
ولكنَّ الذي حققَّهُ أهلُ العلمِ أنَّ
تشديدَ التَّاء في هذينِ الموضعينِ عن (البزِّيِّ) ليسَ من طريقِ (الحرز) ولا (التَّيسير)؛
فينبغي الاقتصارُ لهُ فيهما على (التَّخفيفِ) كالجماعة.
وقرأَ غيرُ البزيِّ بـ(التَّخفيفِ) في
جميعِ ما تقدَّم.
و(التَّخفيفُ) حذفُ إحدى التَّاءَين؛
فتصيرُ تاءً واحدةً خفيفةً.
ولَا خلافَ بينَ القُرَّاءِ أنَّ
الابتداءَ لَا يكونُ إلَّا بالتَّخفيفِ، لَا فرقَ -في ذلكَ- بين البزِّيِّ وغيرِهِ؛
أيْ: بتاءٍ واحدةٍ" اهـ
من ط 11، (1437هـ)، دار السّلام
للطّباعة والنّشر، مصر.