بسم الله، والحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله؛ أمّا بعد:
امرأتان من صالحات سلفنا، وخصلة من خصالهما؛ مَنْ مِنَ النّساء مثلهما؟
فعن عبد الله بن الزبير؛ رضي الله عنه؛ قال:
"ما رأيتُ امرأتينِ أجودَ مِنْ (عائشةَ) و(أسماءَ)؛ وجودُهُما مختلفٌ!
أمّا (عائشةَ)؛ فكانتْ تجمعُ الشّيءَ إلى الشّيءِ؛ حتّى إذا كانَ اجتمعَ عندَهَا قسمَتْ!
وأمّا (أسماء)؛ فكانتْ لا تمسكُ شيئًا لغدٍ".!!*
اللهمّ ارضَ عنهم أجمعين...
وأعنّا على الاقتداء بهم يا ربّ العالمين!
فما نقول عن حالنا اليوم؟!
من جمعتْ فقَسَمتْ؛ لقيل لها: ما بالك تفرّطين في مَالِكِ وما تملكين؟!
ومن للغد لم تمسك؛ لقيل لها: وغدًا ماذا ستأكلين؟!
ماذا جنينا من تكديس القماش في رفوف الخزانة! حتى باتت ألوانه سقيمة، وخيوطه متعبة؟!
وأيّ حسنة أصابتنا من حشو أركان البيت بقطع الزّينة، حتى صار متحفًا؛ لا مأوًى للرّاحة والسّكينة!
لكنّه ثمّت قلوب زهدتْ! ونفوس تزكّتْ! وعقول لمآل المال والدّنيا فقهتْ!
نرجو الله الحيّ القيّوم أن يكون صنيعهما ـ رضي الله عنهما ـ داعيًا لنا للتّأسّي بهما...
ماحيًا للأثرة من أنفسنا!...
وحافزًا للتخلّي عن الحرص والطّمع فيما لا خيرًا في الآخرة ينفع، ولا عذابًا يدفع!
والحمد لله ربّ العالمين.
ـــــــــــــــ
*"صحيح الأدب المفرد"؛ رقم: (214)؛ باب: "سخاوة النّفس".
السّبت: 9/رجب/ 1431هـ