بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
- لماذا البدْعةُ في
النّارِ معَ أنَّها أمرٌ يسيرٌ؟!
- منْ أينَ أتتْ (ضلالةُ
البدْعةِ)؟!
• عنْ تلكَ الإشكالاتِ قالَ والدي -رحمَهُ
اللهُ تعالى- في كتابِهِ: "كيفَ يجبُ علينا أنْ نُفسِّرَ القرآنَ الكريم"*:
"..فهذا الشّيءُ الذي
أنتَ تعمَلُهُ، هلْ تتقرَّبُ بِهِ إلى اللهِ؟
وإذا كانَ الجوابُ: "نعمْ"؛
فهاتِ النَّصَّ عنِ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ!
الجوابُ: "ليسَ هناكَ
نصٌّ"!
إذًا؛ هذِهِ بدْعةٌ، وكلُّ
بدْعةٍ ضلالةٌ، وكلُّ ضلالةٍ في النَّارِ.
ولا يُشْكِلَنَّ على أحدٍ؛
فيقولُ: "إنَّ هذِهِ المسألةَ بهذِهِ الدَّرجةِ منَ البساطةِ، معَ ذلكَ فهيَ ضلالةٌ
وصاحبُها في النَّارِ؟!".
أجابَ عنْ هذِهِ القضيَّةِ
الإمامُ الشّاطبيُّ بقولِهِ:
"كلُّ بدْعةٍ مهْمَا كانتْ
صغيرةً؛ فهيَ ضلالةٌ"!
ولا يُنظَرُ في هذَا الحكْمِ
-على أنَّها ضلالةٌ- إلى ذاتِ البدْعةِ؛
وإنَّما يُنظَرُ في هذا الحكمِ
إلى المكانِ الذي وُضِعَتْ فيهِ هذهِ البدْعةُ: ما هوَ هذا المكانُ؟
إنَّ هذا المكانَ هوَ (شريعةُ
الإسلامِ التي تمَّتْ وكمُلَتْ)!
فلا مجالَ لأحدٍ للِاستدْراكِ
بـ(بدْعةٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ)،
منْ هنا تأتِي ضلالةُ البدْعةِ؛
لا لمجرَّدِ إحداثِهِ إيَّاها؛ وإنَّما لأنَّهُ يُعطِي معنًى للِاستدْراكِ على ربِّنا
-تباركَ وتعالى-، وعلى نبيِّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ!".
انتهى كلامُ والدِي، رحمَهُ
اللهُ تعالى وغفرَ لهُ وجزاهُ الفردوسَ الأعلى.
* ص: 34، ط1، 1421هـ، المكتبة الإسلاميّة، عمّان،
الأردن
الخميس 3 ربيع الأوّل
1444هـ