بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
• قالَ العلّامةُ العُثيمين -رحمَهُ اللهُ- في "شرح ألفيّة ابْن مالِك"*:
"واعلمْ أنَّ (كانَ) الدّاخلةَ على المبتدأِ والخبرِ في بابِ (أسماءِ اللهِ وصفاتِهِ)؛ لا تدلُّ على الزَّمانِ؛ وإنَّما فيها (تأكيدُ اتِّصافِ اللهِ -تَعالَى- بهذا الوصفِ).
فقولُهُ تعالى: {وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الفتح : 14].
فـ{كَانَ} -هُنا-: فعلٌ ماضٍ؛ لكنْ ليستْ تدلُّ على زمنٍ مضَى؛ لأنَّكَ لو قلتَ: "إنَّها تدلُّ على زمنٍ مضَى"؛ لكانتِ المغفرةُ والرَّحمةُ الآنَ غيرَ موجودةٍ، ولكنَّها تدلُّ على هذا الشَّيْءِ أنَّهُ كائنٌ ولا محالةَ، فيكونُ فيها توكيدُ اتِّصافِ اللهِ -تَعالى- بما كانَ اسْمًا وخبرًا لها.
لكنْ لو قلتَ: "كانَ زيدٌ قائمًا"
فهل نقولُ: "إنَّ (كانَ) مسلوبةُ الزَّمانِ"؟
الجوابُ: لا؛ لأنَّ مِنَ الممكنِ أنَّهُ كانَ قائمًا، والآنَ هوَ قاعدٌ". انتهى.
*ج1، ص: 480-481، ط1، 1434هـ، مؤسّسة الشّيخ محمّد بن صالح العثيمين الخيريّة، مكتبة الرّشد، الرّياض
الجمعة 13 صفر 1444هـ