مَنِ (المَرْأَةُ) الَّتي سَتَفُوزُ بِهَذَا (اللَّقَب)؟!...... ((خَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا))



مَنِ (المَرْأَةُ) الَّتي سَتَفُوزُ بِهَذَا (اللَّقَب)؟!

بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم...
• الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلَامُ على رسولِ اللهِ، وبعدُ:
في الوقتِ الذي ينبغي (للمرأةِ المسلمةِ) أن تخشى وتحذرَ من دخولِها في زمرةِ مَنْ ((يَكْفُرْنَ العَشِيرَ))! والذي جاءَ في سياقِ قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ، يَكْفُرْنَ))!
قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ باللهِ؟!
قَالَ: ((يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ!
لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا؛ قَالَتْ:
مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ))![1]
يجدُرُ بها أن ترجو ربَّها؛ وتعقِدَ حَبْلَ أمانيهَا لتفلِحَ في الدُّنيا والآخرَةِ؛ فائزةً باللَّقبِ النَّفيسِ: ((خَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا))! الواردِ في قولِ رَسولِنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((الدُّنْيَا مَتَاعٌ! وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ))![2]

• ولتتأمَّلِ النِّساءُ!
(1) في ما وردَ في معْنى: ((مَتَاع))!
- "معجم مقاييس اللُّغة":
"(مَتَعَ) الْمِيمُ وَالتَّاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ صَحِيحٌ؛ يَدُلُّ عَلَى: (مَنْفَعَةٍ) وَ(امْتِدَادِ مُدَّةٍ فِي خَيْرٍ)! وَالْمُتْعَةُ وَالْمَتَاعُ: الْمَنْفَعَةُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ} [النُّور: 29].
وَمَتَّعَ اللهُ بِهِ فُلَانًا تَمْتِيعًا، وَأَمْتَعَهُ بِهِ إِمْتَاعًا؛ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ أَيْ: أَبْقَاهُ لِيَسْتَمْتِعَ بِهِ فِيمَا أَحَبَّ مِنَ (السُّرُورِ) وَ(الْمَنَافِعِ)!
و(الْمَتَاعُ): الِانْتِفَاعُ بِمَا فِيهِ لَذَّةٌ عَاجِلَةٌ.
وَذَهَبَ مِنْهُمْ إِلَى أَنَّ الْأَصْلَ: الِامْتِدَادُ وَالِارْتِفَاعُ!
وَ(الْمَتَاعُ): انْتِفَاعٌ مُمْتَدُ الْوَقْتِ! وَشَرَابٌ مَاتِعٌ: أَحْمَرُ، أَيْ بِهِ يُتَمَتَّعُ لِجَوْدَتِهِ!"[3] اهـ‍ مختصَرًا.

(2)  وما جَاءَ في معنى: ((خَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا))!
- "كشْف الـمُشْكل من حَديثِ الصَّحيحين":
"الْمَتَاع: مَا ينْتَفع بِهِ ويُسْتَمتَعُ.
وَصَلَاح الْمَرْأَة: (دِينُهَا)!
و(صَاحبةُ الدِّينِ): تجتنبُ:
- الأنجاسَ والأوساخَ!
- وتُـحَسِّنُ أخلاقَها!
وتصْبرُ على:
- جفَاءِ (زَوجهَا)!
- وَقلَّةِ نَفَقَتهِ!
- وَلَا تَخونُهُ فِي مَالِهِ!
فيَطِيبُ -لذَلِكَ- عَيشُهُ!"[4] انتهى.

- وفي "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح":
"((وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا))؛ أَيْ: (خَيْرُ) مَا يُتَمَتَّعُ بِهِ فِي( الدُّنْيَا)!
((الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ))؛ لِأَنَّهَا (مُعِينَةٌ عَلَى أُمُورِ الْآخِرَةِ)!
 قَالَ الطِّيبِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: وَقَيْدُ (الصَّالِحَةِ)؛ إِيذَانٌ بِأَنَّهَا (شَرٌّ)؛ لَوْ لَمْ يَكُنَّ عَلَى هَذِهِ (الصِّفَةِ)!"[5] انتهى محتصَرًا.

- "شرح رياض الصالحين":
"..فقَولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: ((الدُّنْيَا مَتَاعٌ)): يعْني: شَيءٌ يُتَمَتَّعُ بِهِ؛ كمَا يَتَمتَّعُ المسَافِرُ بِزَادهِ ثمَّ ينتَهِي! وَخَيْرُ مَتَاعِهَا: (الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ)!
إذا وُفِّقَ الإنْسانُ (لِامْرَأَةٍ صَالِحَةٍ في دِينِهَا وعَقْلِها)؛ فهَذَا ((خَيرُ مَتَاعِ الدُّنْيا))؛ لأنَّـهَا تحفَظُهُ في: (سِرِّهِ ومَالِهِ ووَلَدهِ).
وإذا كانتْ (صَالحةً في العَقْلِ) -أيْضًا-؛ فَإِنَّـها تُدَبِّرُ لَه (التَّدْبيرَ الحَسَنَ) في بيتِهِ، وفي تَرْبيةِ أَوْلَادِهَا، إنْ نَظَرَ إليهَا سَرَّتْهُ، وإنْ غَابَ عنْهَا حَفِظَتْهُ، وإنْ وَكَلَ إِلَيْها لـمْ تَخُنْهُ؛ فهَذِهِ المرأةُ ((خَيرُ مَتَاعِ الدُّنْيا))!"[6] انتهى.
وصَلَّى اللهُ عَلَى نبيِّنا محمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
كتبتْهُ: حَسَّانَة بنتُ محمَّدٍ ناصرِ الدِّين بنِ نوحٍ الألبانيّ
السّبت 17 شهر اللهِ المحرَّم 1437هـ‍



[1] - "صحيح البخاريُّ"، 2 كتاب الإيمان، بابُ كُفرانِ العَشيرِ وكُفْرٌ دونَ كُفرٍ، (29).
[2] - "صحيح مسلم"، 17 - كتاب الرّضاع، 17 - بَابُ خَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، 64- (1467).
[3] - (5/ 293- 249).
[4] - (4/ 129)، دار الوطن، الرِّياض، عبر المكتبة المقروءة.
[5] - (5/ 2043)، ط1، (1422هـ‍)، دار الفكر، بيروت.
[6] - للعلَّامة العُثَيمين -رحمَهُ اللهُ-، (3/ 136-137)، ط (1426هـ‍)، دار الوطن، الرِّياض




مِنْ صِيَغِ الصَّلاةِ عَلَى نَبِيِّنا (مُحَمَّدٍ) عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامم: اللَّهُمَّ! صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ،



بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيم
مِنْ صِيَغِ الصَّلاةِ عَلَى نَبِيِّنا (مُحَمَّدٍ) عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلام

 عَنْ أبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهُمْ قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ:
((قُولُوا: اللَّهُمَّ! صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ، وَذُرِّيَّتِهِ؛ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ!
وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ، وَذُرِّيَّتِهِ؛ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ؛ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ!)).
رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ -رحمَهما اللهُ- وأوردَهُ والدي -رحمَهُ اللهُ- في "صفةِ صلاة النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم".
- - -
الجمعة  16 شهر الله المحرَّم 1437هـ‍